بقلم: ا.د/ عاطف محمد كامل أحمد-سفير النوايا الحسنة- مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس استاذ ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان – عضو اللجنة العلمية لإتفاقية سايتس- وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة- الأمين العام المساعد للحياة البرية بالإتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية- جامعة الدول العربية ورئيس لجنة البيئة بالرابطة المغربية المصرية للصداقة بين شعوب العالم.
يعد دور الاقتصاد الأخضر في الحفاظ على التنوع البيولوجي أمرًا بالغ الأهمية في جهودنا للحفاظ على النظم البيئية الغنية والمتنوعة الموجودة على كوكبنا. الاقتصاد الأخضر، المعروف أيضًا باسم الاقتصاد البيئي أو الاقتصاد البيئي، هو نهج يسعى إلى دمج الاستدامة البيئية والمساواة الاجتماعية في صنع القرار الاقتصادي. وهو يدرك الترابط المتبادل بين الاقتصاد والبيئة، ويؤكد على الحاجة إلى ممارسات مستدامة تدعم كل من رفاهة الإنسان والحفاظ على التنوع البيولوجي. إن فهم أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي أمر بالغ الأهمية لرفاهية كوكبنا. فهو يوفر استقرار النظام البيئي والفوائد الاقتصادية وتنظيم المناخ والأهمية الثقافية والفرص الترفيهية. من خلال إدراك قيمة التنوع البيولوجي، يمكننا أن نجعل من الممكن أن نستفيد من هذا التنوع في حياتنا.
– أهمية التنوع البيولوجي والحفاظ عليه
1. استقرار النظام البيئي: التنوع البيولوجي ضروري للحفاظ على استقرار النظم البيئية وقدرتها على الصمود. كل نوع داخل النظام البيئي له دور فريد يلعبه، سواء كان مفترسًا أو فريسة أو مُلقحًا أو مُحللًا. تساعد التفاعلات بين هذه الأنواع في تنظيم السكان والسيطرة على الأمراض والحفاظ على دورات المغذيات. على سبيل المثال، النحل والملقحات الأخرى ضرورية لتكاثر العديد من أنواع النباتات، بما في ذلك تلك التي توفر لنا الغذاء.
2. الفوائد الاقتصادية: إن الحفاظ على التنوع البيولوجي له فوائد اقتصادية كبيرة أيضًا. تعتمد العديد من الصناعات على الموارد الطبيعية المستمدة من التنوع البيولوجي، مثل الأخشاب ومصائد الأسماك والمستحضرات الصيدلانية. على سبيل المثال، تعد غابات الأمازون المطيرة موطنًا للعديد من الأنواع النباتية التي وفرت مركبات قيمة تستخدم في الأدوية. إن حماية التنوع البيولوجي تضمن استدامة هذه الموارد وتدعم سبل العيش المعتمدة عليها.
3. تنظيم المناخ: يلعب التنوع البيولوجي دورًا حيويًا في تنظيم مناخنا من خلال التقاط وتخزين انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. تعمل الغابات كمصارف للكربون، حيث تمتص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي من خلال عملية التمثيل الضوئي. من خلال الحفاظ على الغابات وغيرها من النظم البيئية الغنية بالكربون مثل الأراضي الرطبة وأشجار المانغروف، يمكننا التخفيف من تغير المناخ عن طريق الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي.
4. الأهمية الثقافية: يتمتع التنوع البيولوجي بأهمية ثقافية هائلة للعديد من المجتمعات في جميع أنحاء العالم. إن الحفاظ على التنوع البيولوجي لا يحمي مواقع التراث الثقافي هذه فحسب، بل يحترم أيضًا حقوق وهويات المجتمعات الأصلية.
5. السياحة البيئية والترفيه: غالبًا ما تجتذب المناطق الغنية بالتنوع البيولوجي السياح وعشاق الطبيعة، مما يساهم في الاقتصادات المحلية من خلال السياحة البيئية. ينجذب الناس إلى جمال وتميز المناظر الطبيعية والحياة البرية المتنوعة وفرصة المشاركة في أنشطة مثل مراقبة الطيور أو المشي لمسافات طويلة أو الغطس. يضمن حماية التنوع البيولوجي الحفاظ على هذه الفرص الترفيهية والفوائد الاقتصادية المرتبطة بها.\
دور الاقتصاد الأخضر في الحفاظ على التنوع البيولوجي من خلال الأتى:.
1. تقدير خدمات النظم البيئية: يدرك الاقتصاد الأخضر القيمة المتأصلة لخدمات النظم البيئية التي تقدمها الطبيعة، مثل الهواء النظيف وتنقية المياه والتلقيح وتنظيم المناخ. ومن خلال تحديد القيمة الاقتصادية لهذه الخدمات، يصبح من الممكن دمج أهميتها في قرارات السياسة وآليات السوق.
2. إدارة الموارد المستدامة: يعزز الاقتصاد الأخضر ممارسات إدارة الموارد المستدامة التي تضمن استمرارية الموارد الطبيعية على المدى الطويل مع تقليل التأثيرات السلبية على التنوع البيولوجي. ويشمل ذلك اعتماد مصادر الطاقة المتجددة، وتنفيذ تقنيات الزراعة المستدامة، وتعزيز ممارسات الغابات المسؤولة. على سبيل المثال، لا يؤدي التحول من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة إلى تقليل انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري فحسب، بل يساعد أيضًا في حماية الموائل من عمليات الاستخراج المدمرة.
3. تمويل الحفاظ: يستكشف الاقتصاد الأخضر آليات التمويل المبتكرة لدعم جهود الحفاظ على التنوع البيولوجي. إحدى هذه الآليات هي الدفع مقابل خدمات النظام البيئي (PES)، حيث يدفع الأفراد أو المنظمات لأصحاب الأراضي أو المجتمعات مقابل الحفاظ على أو استعادة النظم البيئية التي توفر خدمات قيمة. تم تنفيذ مخططات خدمات النظام البيئي بنجاح في جميع أنحاء العالم، مثل برنامج كوستاريكا الذي يدفع لأصحاب الأراضي مقابل الحفاظ على الغابات، مما أدى إلى زيادة غطاء الغابات وحماية الموائل.
4. الاستهلاك والإنتاج المستدامان: يؤكد الاقتصاد الأخضر على الحاجة إلى أنماط استهلاك مستدامة تقلل من استخدام الموارد وتوليد النفايات مع تعزيز المنتجات والخدمات الصديقة للبيئة. من خلال تشجيع المستهلكين على اتخاذ خيارات مستنيرة بشأن مشترياتهم، على سبيل المثال، أدى صعود السياحة البيئية إلى خلق حوافز اقتصادية للمجتمعات لحماية موائلها الطبيعية والحياة البرية.
5. الوظائف والفرص الاقتصادية الخضراء: يدرك الاقتصاد الأخضر أن الانتقال إلى اقتصاد أكثر استدامة يمكن أن يخلق فرص عمل جديدة ويحفز النمو الاقتصادي. يمكن للاستثمارات في الطاقة المتجددة واستعادة النظام البيئي والزراعة المستدامة أن تولد فرص العمل في حين تساهم في نفس الوقت في الحفاظ على التنوع البيولوجي.
الفوائد الاقتصادية لحفظ التنوع البيولوجي
التنوع البيولوجي والحفاظ عليه حيث يلعب الحفاظ على التنوع البيولوجي دورًا حاسمًا في الحفاظ على التوازن الدقيق للنظم البيئية وضمان استدامة كوكبنا. وفي حين يتم الاعتراف على نطاق واسع بالقيمة الجوهرية للحفاظ على التنوع البيولوجي، فمن المهم بنفس القدر الاعتراف بالفوائد الاقتصادية التي تنشأ عن مثل هذه الجهود للحفاظ على البيئة. ويؤكد مفهوم الاقتصاد الأخضر على دمج الاعتبارات البيئية في عمليات صنع القرار الاقتصادي، مما يسلط الضوء على إمكانات الحفاظ على التنوع البيولوجي لتوليد نتائج اقتصادية إيجابية.
1. السياحة البيئية: أحد الفوائد الاقتصادية المهمة للحفاظ على التنوع البيولوجي هو نمو السياحة البيئية. تتمتع العديد من المناطق حول العالم بنظم بيئية فريدة ومتنوعة، تجذب السياح الذين يسعون إلى تجربة الطبيعة في أنقى صورها. توفر المناطق المحمية، مثل المتنزهات الوطنية ومحميات الحياة البرية، فرصًا للزوار للمشاركة في أنشطة مثل مراقبة الطيور أو المشي لمسافات طويلة أو رحلات السفاري لمشاهدة الحياة البرية.
2. صناعة الأدوية: يعمل التنوع البيولوجي ككنز من الموارد الطبيعية التي يمكن استخدامها لأغراض طبية. تحتوي العديد من أنواع النباتات على مركبات ذات خصائص علاجية تم استخدامها لقرون في ممارسات الطب التقليدي. من خلال الحفاظ على التنوع البيولوجي، نضمن الحفاظ على هذه الموارد القيمة وزيادة فرص اكتشاف أدوية أو علاجات جديدة.
3. الزراعة والأمن الغذائي: يلعب التنوع البيولوجي دورًا حيويًا في دعم الأنظمة الزراعية وضمان الأمن الغذائي. توفر مجموعة متنوعة من المحاصيل وسلالات الماشية القدرة على الصمود في مواجهة الآفات والأمراض والظروف المناخية المتغيرة.
4. التخفيف من آثار تغير المناخ: يساهم الحفاظ على التنوع البيولوجي أيضًا في التخفيف من آثار تغير المناخ من خلال الحفاظ على أحواض الكربون مثل الغابات والأراضي الرطبة. تعمل الغابات كمصارف للكربون من خلال امتصاص الغازات الدفيئة.
5. التنفيذ الناجح للاقتصاد الأخضر في الحفاظ على التنوع البيولوجي إن الاقتصاد الأخضر التنوع البيولوجي والحفظ حيث يعد الحفاظ على التنوع البيولوجي قضية ملحة تتطلب نهجًا مبتكرًا لضمان الحفاظ على النظم البيئية الغنية والمتنوعة على كوكبنا. ومن بين هذه النهج التي اكتسبت زخمًا كبيرًا في السنوات الأخيرة تنفيذ الاقتصاد الأخضر في الحفاظ على التنوع البيولوجي. يركز الاقتصاد الأخضر على دمج الاستدامة البيئية في عمليات صنع القرار الاقتصادي، بهدف تحقيق فوائد بيئية واقتصادية.
6. التحديات والعقبات في دمج الاقتصاد الأخضر في جهود الحفاظ على التنوع البيولوجي
إن دمج الاقتصاد الأخضر في جهود الحفاظ على التنوع البيولوجي مهمة معقدة تفرض العديد من التحديات والعقبات. وفي حين يهدف مفهوم الاقتصاد الأخضر إلى تعزيز التنمية المستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية، فإن تنفيذه في سياق الحفاظ على التنوع البيولوجي قد يواجه صعوبات مختلفة. حيث يمكن أن يكون للأنشطة الاقتصادية مثل الزراعة أو التعدين أو تطوير البنية الأساسية آثار ضارة على النظم البيئية وموائل الأنواع. ويلعب الوعي العام والمشاركة دورًا حاسمًا في نجاح جهود الحفاظ على التنوع البيولوجي.
توصيات لتعزيزأهمية الاقتصاد الأخضر في الحفاظ على التنوع البيولوجي بشكل فعال، من الأهمية بمكا