الاخبارية – وكالات
قُتل رئيس بلدية بلدة كبيرة في جنوب لبنان مع 15 شخصا آخرين عندما دمرت غارة جوية إسرائيلية مقر البلدية، في أكبر هجوم على مبنى حكومي لبناني رسمي منذ انطلاق الحملة الجوية الإسرائيلية.
وندد مسؤولون لبنانيون بالهجوم الذي تسبب في إصابة ما يزيد على 50 شخصا في النبطية، وقالوا إن الهجوم دليل على أن حملة إسرائيل على جماعة حزب الله تتحول الآن لاستهداف الدولة اللبنانية.
كما ندد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي بالهجوم الإسرائيلي على عاصمة محافظة النبطية، قائلا إنه “استهدف قصدا اجتماعا للمجلس البلدي للبحث في وضع المدينة الخدماتي والإغاثي”.
وقالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) إن قواتها رصدت دبابة إسرائيلية تطلق النار على برج مراقبة تابع لها قرب كفر كلا في لبنان صباح يوم الأربعاء. وأضافت اليونيفيل أن البرج تعرض لأضرار فيما دمرت كاميرتان.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي بعد على بيان اليونيفيل.
وطالبت إسرائيل الأمم المتحدة في وقت سابق بنقل أفراد اليونيفيل من الجنوب إلى خارج منطقة القتال من أجل سلامتهم.
وتقول اليونيفيل إن قواتها تعرضت لهجمات إسرائيلية عدة مرات، إلا أن إسرائيل تطعن في الروايات الخاصة بهذه الوقائع.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إن إسرائيل لن توقف هجومها على حزب الله من أجل السماح بإجراء مفاوضات، وذلك خلال زيارة إلى شمال إسرائيل قرب الحدود مع لبنان.
ونقل بيان صادر عن مكتب جالانت عنه قوله للقوات قرب الحدود “حزب الله في محنة كبيرة”. وأضاف “لن نجري المفاوضات إلا تحت النار، قلت هذا في اليوم الأول، وقلته في غزة وأقوله هنا”.
وتحدث وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يوم الأربعاء مع جالانت و”شدد على أهمية اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان سلامة وأمن قوات اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية”، بحسب وزارة الدفاع الأمريكية.
وتشن إسرائيل حملة برية وجوية في لبنان لتفكيك حزب الله بعدما ظلت الجماعة المدعومة من إيران تطلق الصواريخ عبر الحدود طيلة عام إسنادا لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة.
وفي الأسابيع القليلة الماضية، اغتالت إسرائيل كبار قيادات حزب الله وتوغلت داخل بلدات حدودية جنوبية، وتقول إنها تريد تأمين عودة عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى ديارهم في شمال إسرائيل بعد إجلائهم تحت وطأة نيران حزب الله.
وبعد أن أصدرت إسرائيل لأول مرة إشعارا بإخلاء النبطية، وهي مدينة يقطنها عشرات الآلاف، في الثالث من أكتوبر تشرين الأول، اتصل مراسل رويترز برئيس بلديتها أحمد كحيل ليسأله ما إذا كان سيغادر لكنه أجاب بالنفي.
وسئل ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية عن الهجوم الإسرائيلي على النبطية، فأحجم عن التعليق على ملابسات هجمات بعينها، لكنه قال إن الولايات المتحدة تتفهم أن حزب الله ينفذ عمليات من أماكن مثل منازل المدنيين وإنها تدعم شن هجمات محدودة لاستهداف الجماعة اللبنانية.
وقال ميلر “بكل تأكيد لا نريد رؤية قرى بأكملها تتعرض للدمار. لا نريد رؤية منازل المدنيين تتعرض للدمار”.
وذكر الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء أنه ضرب عشرات الأهداف التابعة لحزب الله في منطقة النبطية كما ضربت القوات البحرية عشرات الأهداف في جنوب لبنان.
وأضاف أنه “فكك” شبكة أنفاق تستخدمها قوات الرضوان التابعة لحزب الله في بلدة قرب الحدود مع إسرائيل، ونشر مقطع فيديو يظهر انفجارات متعددة تهز مجموعة من المباني.
وقال مسؤولون لبنانيون إن البلدة هي محيبيب الصغيرة.
* استئناف الضربات على الضاحية الجنوبية لبيروت
في وقت سابق من يوم الأربعاء، ضربت طائرات حربية إسرائيلية الضاحية الجنوبية لبيروت لأول مرة منذ قرابة أسبوع، وأسفرت غارتان عن مقتل 22 شخصا وهدم مبان بالكامل في حي مكتظ بالسكان.
ووفقا لوزارة الصحة، فقد أسفرت العمليات الإسرائيلية في لبنان عن مقتل 2350 شخصا على الأقل خلال العام الماضي. كما نزح أكثر من 1.2 مليون شخص.
وتقول الأمم المتحدة إن ربع مناطق البلاد تخضع لأوامر إخلاء.
ولا تفرق الإحصاءات بين المدنيين والمقاتلين لكنها تشمل المئات من النساء والأطفال.
وتفيد إسرائيل بأن نحو 50 إسرائيليا، من الجنود والمدنيين، قُتلوا خلال الفترة ذاتها.
ورغم أنها لطالما اتهمت قوات اليونيفيل بالفشل في مهمتها في إبعاد المقاتلين المسلحين عن المنطقة الحدودية، فقد تبنت إسرائيل لهجة أكثر تصالحا يوم الأربعاء.
وقال يسرائيل كاتس وزير خارجية إسرائيل “تولي دولة إسرائيل أهمية قصوى لأنشطة اليونيفيل ولا نية لديها للإضرار بالبعثة أو أفرادها”.
وتضم اليونيفيل 10 آلاف فرد من 50 دولة، منهم 2500 جندي إيطالي وفرنسي وإسباني، مما أدى إلى توتر العلاقات بين إسرائيل وعدد من أبرز حلفائها الأوروبيين.