مديرة مسرح متجبرة منتشية بسلطتها في مواجهة مؤلف تستثقل دمه ، بلا واسطة ، لايملك غير موهبته، أخبرته أن عليه الانتظار شهرا بعد شهر بعد شهر لمعرفة رأي لجنة قراءة النصوص لتقرر صلاحية نصه المسرحي للتنفيذ على الرغم من أراء الأساتذة الرواد الكبار فلان وفلان وفلان و شهادتهم للكاتب و للنص المسرحي بالجودة العالية ،
ومرت الأيام بطيئة ، وبعد إلحاح لمعرفة رأي اللجنة أخبرته أن يحضر للمسرح ليتسلم من مدير مكتبها تقرير اللجنة بالرفض البات في تقرير من أربع صفحات صيغت بمداد من سم رعاف لحية رقطاء ، تبسم ودرس ماجاء في التقرير المجحف تبت يدا من كتبه ليدرك كيف يتفننون في تقنين الظلم ،ويضعون المتاريس في وجه المبدعين ، تمر الأيام يزداد إصراره وإيمانه بموهبته وإبداعه حتى تبدل الحال ،ودارت الأيام دورتها ، ليأتي رجل عادل في موقع الإدارة يحيل النص للجنة عادلة أقرت صلاحيته وجودته ، إذ عهدوا به لمخرج دؤوب استكثروا عليه نواله فرصته التي طال انتظارها،ولكنه صمد ولم يضيع فرصته والمؤلف ، عرضت المسرحية من إنتاج مسرح آخر ، لاقت نجاحا جماهيريا وفنيا مبهرا ، وفي حفل لحصاد العام حصدت المسرحية عن جدارة عدة جوائز ،أحسن عرض ،أحسن مؤلف ،أحسن مخرج ،وخرج منتج مسرحها خاوي الوفاض،وفي كلمته التي وجهها لشباب الكتاب المسرحيين ، خطب فيهم ألا تيأسوا عند رفض نصوصكم ،ثقوا في أنفسكم ، ضرب مثلا بنفسه وبتلك المديرة وما بدر منها ، موجها سؤاله لها ألا تستحين من تقارير لجان قراءة النصوص الفاسدة تحت إمرتك ،هاهي المسرحية التي تم رفضها وقد نجحت نجاحا ساحقا في حين فشلت المسرحيات التي وافقت عليها لجانك ، فلتتجرعين كؤوس حسرة كم سقيتيها لشباب المبدعين .