ايها الراحلون مهلا..
ففي دفاترنا أيسرنا..
فاق الألم قدرة الأوراق على تحمل الوصف..
وإنَّا لم نطلب رغد العيش..
بقدر ما كنَّا نتمنى عدل القضاء..
فكيف طاوعتكم القسوة على الذهاب..
وفي رحالكم قلوبنا؟!..
لم تسرقوها، وإنما رضيتْ بالذهاب طوعا..
صدقت وعدا، نقضتموه من قبل أن تجهزوا أعذار الفراق..
قبل أن تبدلوا قبلتكم..
وتختلقوا فرية الغياب من لا شيء..
وقديما قالوا (من فارق قلبا اعتنقه بغير إجبار، فلا قلب له)..
فإن آذى وخذل؟!..
فعليه كفارة قلب مات، وترك خلفه جبال الذكريات..
مصلوبة على مشنقة الحنين..
لا تعرف أين تولي، وكل الدروب متاهات..
فسحقا لمن نثرها ولملم الخرائط، ليكون الضياع بلا أدنى أمل في العودة..
وتبا لمن غرس الفواجع، ووقف ليمنح وجه الليل ظلمة أخرى، تعلق عليها أثقال حزنك..
وتخلع نعل أمانك، حتى آااااخر خوف في جعبتك..
وهل منحت الأوطان سواه..
وآاااااه،،،
كبيرة على الصراخ..
عصية على النطق..
وكأنها رصاصة كافرة، استقرت في أحشاء ناي..
بربك كيف يخرجها، إلا لحنا مكسورا؟!..
مقهورا..
يتيما، لا أب له ولا أم..
آه..حين يطردك وطن، ويحتضنك منفى..
-#ثم..
إن كانت الطعنة من إلف روحك..
فإلى من ترفع شكواك، والشكوى في حقه منقصة نزَّهه عنها قلبُك المفطور، من قبل أن يعلمك سرد العلقم على حضرة الظلال..
على فزاعات الطريق، والتراب، وحماقة الخطى..
فإن فعلت، فقد وقف في ساحة الحكم شاهدا له..
وقام لك ضدا، يقارعك الشكاية بزور لم يطلب منه..
وإنما إمعانا في النكاية، وكأنك له عدو..
فبأي لسان حينها ستتكلم، وبعضُك يحاجُّ بعضَك؟!..
أي لغة تلك التي تصوغ وجعك؟!..
وكل الحروف تفر إليه راغبة قلائد ورد..
بأي شوك ستبتلع غصتك، غير أنينك المكتوم؟!..
لا من شدة نزفٍ وقسوة جُرحٍ..
وإنما مرارة السكوت، حينما تعجز عن وصف مظلمة لا يراها من لم يعبر ضلوعك، وجال في الأعماق..
وهل كانت الخوافق مشاعا لكل من استرق الظل، وتلصص؟!..
كيف ستكتب احتراقك وأنت في طور الاشتعال، تقاسي ضرام الخذلان وتقبض على جمر الخيانة، وكأنما ولدتَ آثما، ولا إثم في شهادة عشقك غير العشق ذاته..
ربما في فصل الرماد تفعل..
فعليك أن تنتظر لتكتمل دورته..
وحينها أيضا، ستذروك الريح في ذلك الفضاء الذي اتسع لكل شيء عداك..
وهل إلى غيره يؤول الرماد؟!..
يا سيدي….
أنت بواد غير ذي رفق..
فعود شتاتك أن يتقبل الأمر..
حتى وإن تصدقت العاصفة بهدوئها الأخير..
انتهى..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..