(ريحة زمان)
** ممكن تقولوا عنى مجنون لكن فعلاً أنا واحد من الناس فكرة الريحه ملازمانى طول حياتى
كل حاجه فى حياتى ليها ريحه مميزه فمثلاً:
دخول فصل الشتاء والبرد له رائحه خاصه عندى وكذلك شهر رمضان المبارك له رائحته المميزه الخاصه به عندى كذلك دخول المدارس منذ صغرى كان له رائحه خاصه وظلت تلازمنى حتى الآن
المصيف كذلك له رائحته المميزه أما إذا تكلمت عن ريحة أكل زمان فحدث ولاحرج
من منا ينسى رائحة جوافة زمان وهى تملأ البيت كله أو رائحة طشة الملوخيه والتى كنت تشمها وأنت مازلت فى الشارع وكذلك رائحة البيض المقلى فى الطبق الألومنيوم ومعه قطعه من الجبنه البيضاء الفلاحى أما يوم تسييح الزبده على النار مع تقليبها المستمر لإستخراج (المورته) فهو من الأيام التى لاتنسى برائحته الجميله مع أكل (المورته) بعد وضع الملح عليها وأظن بأنه لا يوجد بيت فى مصر زمان لم يستمتع بيوم تسييح الزبده وإنفصال (المورته) منها
** مع مرور الزمن تكتشف مش بس الزمن اللى بيتغير ومش الناس كمان هى اللى بتتغير ده حتى ريحة كل حاجه بتتغير
فلا شهر رمضان له نفس رائحة زمان ولا المصيف ولا دخول فصل الشتاء والمدارس ولا حتى الفاكهه والأكل لهم نفس رائحة زمان ولم تعد هناك ستات بتسيح زبده وبتعمل مورته
** مع ظهور الموبايل وتطور منصات التواصل الاجتماعي إختفت تماماً رائحة كل شئ من حياتنا وأصبح كل شئ بلا طعم ولالون ولا رائحه وأصبحت تهانى الأفراح والأعياد والمناسبات الاجتماعيه تتساوى لدينا مع برقيات التعازى وما علينا إلا كتابة بعض الكلمات الخاليه من المشاعر الحقيقيه لكى نرسلها لصاحب المناسبه من باب عمل الواجب
** أظن عندما فقدنا الرائحه أصبح كل شئ لا طعم حقيقى له وطالما إننا عارفين ومتأكدين إننا مانقدرش نرجع بالزمن للوراء يبقى على الأقل نحاول نرجع ريحة زمان