نعيش فى زمن غريب وعجيب تحولت فيه الصراعات من العسكرية والجيوش والاحتلال الى نوع اخر من الحروب التى تصيب الفكر والعقل والاخلاق وتضرب الاقتصاد فى مقتل وتثير الفوضى والبلبلة وتهدد استقرار الدول وهو ما يسموة بحروب الجيل الرابع وزاد الطين بله بتطويرة الى حروب الجيل الخامس
فحروب الجيل الرابع تعتمد فى الاساس على خلق تناقضات مابين الدولة اى دولة والمجتمع باستغلال كل الوسائل لاحداث الخلل فى العلاقة – اما حروب الجيل الخامس تعتمد فى استراتيجيتها على احتلال العقول لا الارض وبعد احتلال العقول سيتكفل المحتل للعقول بالباقى
ونحن هنا فى مصر نعيش النوعين من الحروب حيث تدار الحرب علينا من خلال المعلومات المضللة والهجمات الالكترونية الى جانب التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعى وذلك لنشر الفتن والاشاعات وتضليل الراى العام بالاكاذيب والاخبار الكاذبة والعمل على نشرها وسرعة تداولها بشكل سريع بين العامة من الناس
وتعتبر نشر الشائعات وترويجها من اخطر اسلحة حروب الجيل الرابع لما لها من تاثير على استقرار الدولة وسلامتها فالاشاعات تخلق حالة من الفوضى والبلبة فى المجتمع وتؤثر مباشرة فى كل ما يتعلق بالامن والتنمية بل تضرب الثقة بين الشعب والقيادة فى مقتل ومن هنا لابد من توظيف وسائل الاعلام والتنسيق بينها وبين كل مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى للتصدى لهذا النوع من اسلحة الجيل الرابع وتنمية الحس الامنى لدى المواطن لتحصينه ضد خطر الاشاعات وعليها نشر وتقديم الاخبار الصادقة وكشف الحقائق اولا باول وسرعة الرد على الاشاعات بالادلة والبراهين
لان سلاح الاشاعات يكون عادة مجهولة المصدر ويطلقها الجبناء ويصدقها الاغبياء ويستفيد منها الاذكياء الذين يطلقونها لغرض ما فى نفوسهم الدنيئة
ومصر دولة حاليا مهددة تهديد مباشر بسلاح الاشاعات وخاصة الاشاعات الاقتصادية والغرض منها تحقيق ربح مادى سريع كما يحدث فى اشاعات السلع ومدى جودتها او اسعارها او صلاحيتها وخطورتها على الصحة العامة واثارة الشكوك فى الصناعات المحلية لضربها فى الاسواق ومنها ما يكون خلفه هدف سياسى لزعزعة ثقة المواطن فى الحكومة والقيادة وانهيار العلاقة بينهم ومنها ما يسمى باشاعات اللهو والفراغ وهى اشاعات تطلق على المسئولين والمشاهير فى المجتمع للاساءة واحداث عدم الثقة فى المجتمع
يجب علينا ونحن نتعرض لحرب الاشاعات من دول معينة وافراد هاربة واجهزة مخابرات دول ان نتنبة وان نكون على مستوى المسئولية ونعلى الحس الامنى ونتقن سرعة الرد على الاشاعات قبل انتشارها وان نؤمن بما يقال عنها بان العقول الفارغة يمكن ان تمتلئ بالاكاذيب والايدى المتعطلة تخلق السنة لاذعة لذلك فان العمل والانتاج ومحاربة البطالة وتنمية الوعى الدينى والسياسى والاخلاقى وان تكون المصداقية والثقة هى الوسيلة الاهم بين المواطنين والقيادات اكبر علاج وتصدى لسلاح الاشاعات المدمر
فالاهم من الانجازات الكبرى التى تحققت هو كيفية الحفاظ عليها وعلى قوة وتماسك الدولة وان نكون كلنا دائما كصورة مصرية وقت الازمات والمحن على قلب رجل واحد لا تؤثر فينا اشاعات ولا اكاذيب فلننتبة ولنتيقظ ونكون على قدر المسئولية
مش كده ولا ايه