هذا مالمسته وتأكد لي بكل صدق وشفافية إثر متابعتي لمسرح فنان الشعب محمد صبحي ، وهو المسرح الوحيد الباقي على خطى رواد المسرح الأوائل مجددا العهد مع الجمهور ،المسرح الرسالة المتعة الفن الفكر .
عالم إبداعي زاخر بالتواصل الحي بين المشاهد والممثلين و العرض ككل ، يعرض للفكر معبرا عنه بالفن ، ساحرا يفيض حياة وحيوية واقعية خيالا ،منبعه كلمة تمتع ،تسري،تبهج، تضحك ،تحرض، تهديء، تبكي ،تاركة أثرها بالإيجاب أو السلب على المشاهد حسب الفكرة المركزية للعرض ، وتنفيذها ممسرحة . ونجاح المسرحية يتوقف على القدرة على مخاطبة حواس المتلقي جميعها لضمان توتره ، ترقبه ،شغفه لمتابعة العرض حتى نهايته دون ملل ، مستوقفا الزمن موقفا على إياه لمتابعة العرض فقط ، بحيث يشارك وجدانيا فيرى نفسه على الخشبة تارة،وبين الجمهور تارة أخرى ، والأثر إما لحظي أثناء المتابعة ،وإما عميق يدفع المشاهد للتفكر في كلمته ومغزاها ، أي ينتهى العرض فعليا ومايزال صداه يتردد بين جنبات عقله وفكره ، وقمة النجاح حين يستشعر أن ما أنفقه من مال ،وما بذله من جهد ، وما اقتطعه من وقته لم يذهب سدى .
والمسرح نشاط إنساني مجرد لاتفصله جغرافيا ، ولا يعرف الحدود السياسية ،ولذا لا يمكن تقسيم المسرح من حيث هو لشرقي وغربي وشمالي وجنوبي ، ولكن لابد أن نضع في الاعتبار تنوع الموضوعات وخصوصياتها ، ولكن المسرح هو محاكاة للحياة بوسيلة إبداعية .