(أشعر أنني لست بخير،أحتاجك معي اليوم)
آنجلينا جولي في مشهد من فيلم Girl, Interrupted، استيقظت من النوم صباحا واتصلت بالشاب الذي تحب وقالت له :
“I am not okay, can you love me extra today?”
(لست بخير، فهل بإمكانك أن تُحبني اليوم أكثر؟!). رد عليها :
لا أستطيع، لديّ موعد.
وتركها وخرج لموعده، وعندما عاد وجد منها رسالة مكتوب فيها :
(لا حاجة لي بوجودك، ما لم يُخفف عني وطأة الألم النفسي).
انتبه لمن يقول لك ،انا بحاجة لوجودك اليوم معي،فأنا لست بخير ،هذا يعني أنه عاش ألما وصراعا ودمعات مخنوقة لأيام وأسابيع لكن قلاعه لم تصمد فتداعى وباح بكلمات قليلة تشرح عذابا كبيرا لم يتمكن من اجتيازه بمفرده.
لست بخير ،احتاجك معي اليوم
هنا عليك أن تسأل نفسك ،لماذا لجأ لي أنا بالذات من بين كل وسائل الصبر والإختباء ؟ وماذا سيحدث لو تخليت عنه اليوم ورحت أواصل حياتي ومواعيدي وانشغالاتي؟ هل سأبقى كهفه الحصين بعد هذا الموقف؟ أم سيضعني في قائمة ال (لاشيء) بعد أن كنت أعني له (كل شيء)؟!!
لاأحد يعلن عن ضعفه بكل هذه الصراحة إلا حين تكون أنت اليد التي يمسك بها وهو يصارع الغرق .
أشعر أنني لست بخير،أحتاجك معي اليوم
تأكد إن لم تفهم تلك الصرخة التي خرجت منه على شكل كلمات مختصرة قصيرة مختنقة ، فلن تسمعها منه بعدها أبدا ، لأنه سيضعك خارج دائرة (السند، الحب،الحماية، اليد الحانية) ، وستكون في قافلة (الغرباء )، الغرباء الذين لانبوح لهم ، لايؤثر فينا وجودهم من عدمه، ولن تعني لنا مشاعرهم المقنعة شيئا حين يقدمونها لنا في وقتهم الفائض، فوجودهم عندها سيكون كالقهوة الباردة لاطعم لها ولافائدة منها بعد أن ذهب الصداع بجرعة بَنَدول مضاعفة .
الدمعات التي مسحها بكفه حين تركته وحيدا وهو في قمة احتياجه لك ، سيعتاد على بللها وهي تغسل وجهه في المرات التالية ،وستكون المناديل الورقية أكثر دفئا من كفك التي طلبها يوما لتجفف دموع ألمه وانهياره النفسي .
كن هنا عند اللحظة الحاسمة أو لاتكن بعدها أبدا.