كتب عادل ابراهيم
مع تزايد أهمية التكنولوجيا في حياتنا اليومية، يتساءل العديد من الآباء عن متى وكيف يمكنهم إدخال وسائل التواصل الاجتماعي إلى أطفالهم. مع تمكن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 13 عامًا من العثور على طرق للانضمام إلى منصات مثل انستغرام في كثير من الأحيان، يتزايد الضغط لمعالجة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في وقت مبكر. تشير الدراسات إلى أن ما يقرب من 33% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و7 سنوات لديهم حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، وحوالي 60% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و11 عامًا نشطون على الإنترنت. و نظرًا إلى ارتفاع عدد الطفال المستخدمين لمنصات التواصل الاجتماعي، من الضروري أن تبدأ في تثقيف طفلك حول العادات الصحية لاستخدام هذه الوسائل قبل أن يصل إلى مرحلة المراهقة.
وسائل التواصل الاجتماعي وتطور طفلك
على الرغم من رغبة العديد من الأطفال وإصرارهم على إنشاء حساباتهم الخاصة على منصات التواصل الاجتماعي في أقرب وقت ممكن، إلا أن الخبراء يوصون بتأجيل ذلك قدر الإمكان. السبب الرئيسي في ذلك هو أن الأطفال في هذا العمر لا يزالون في مرحلة تطوير شعورهم بالذات، وقد تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي سلبًا على نظرتهم لثقتهـم في أنفسهم وعلاقاتهم مع الآخرين.
بدلاً من الانتظار حتى يصبح طفلك مراهقًا، من المهم تهيئة المسرح لخوض تجربة صحية على وسائل التواصل الاجتماعي قبل وقت طويل من وصول طفلك إلى الإنترنت. يمكن للوالدين ومقدمي الرعاية مساعدة الأطفال على تطوير علاقة إيجابية مع المساحات الرقمية من خلال التركيز على بعض الاستراتيجيات الرئيسية.
إرشادات الاستخدام الآمن لوسائل التواصل الاجتماعي
تقدم الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA) توصيات ضرورية للآباء والأمهات عند استخدام الاطفال لوسائل التواصل الاجتماعي. تم تصميم هذه الإرشادات لضمان ملائمة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مع مرحلة نمو طفلك بحيث يتوازن مع الأنشطة الأخرى مثل اللعب البدني والنوم.
وتتضمن بعض التوصيات الرئيسية ما يلي:
إعداد الأطفال لعالم وسائل التواصل الاجتماعي: وكما نُعلّم الأطفال كيفية قيادة الدراجة، يتعين علينا أن نزودهم بالأدوات التي تمكنهم من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بأمان ومسؤولية.
الاستخدام الموجه من قبل الأهل : ينبغي أن يعكس استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قدرة طفلك على إدارة التفاعلات والمحتوى عبر الإنترنت. بالنسبة للأطفال الأصغر سنًا، قد يعني هذا مزيدًا من الإشراف العملي والمناقشات حول ما يواجهونه عبر الإنترنت.
الحد من تاثير المقارنات السلبية: من المهم تقليل الوقت الذي يقضيه الأطفال في مقارنة أنفسهم بالآخرين، وخاصة فيما يتعلق بالجمال أو المظهر. شجع أطفالك على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة تعزز الإيجابية والتواصل، دون الوصول إلى الشك الذاتي.
من خلال تقديم هذه العادات في وقت مبكر، فإنك تساعد طفلك على تطوير نهج متوازن للعالم الرقمي، مما يقلل من احتمالية السلوكيات غير الصحية عبر الإنترنت في وقت لاحق.
فوائد ومخاطر وسائل التواصل الاجتماعي
على الرغم من أن وسائل التواصل الاجتماعي لها سلبياتها، إلا أنها توفر أيضًا فرصًا للأطفال للتعلم والتواصل الاجتماعي والتعبير عن النفس. يمكن للمنصات الاجتماعية مثل انستغرام تشجيع الإبداع وتوفير مساحة للتعبيرعن الذات. ومع ذلك، بدون التوجيه المناسب، يمكن لهذه المنصات أيضًا أن تعرض الأطفال للتنمر الإلكتروني والمحتوى غير المناسب والضغوط المتعلقة بالمظهر.
ومن المهم أن يظل الآباء على دراية بهذه المخاطر والاستفادة من الأدوات المتاحة لمساعدة أطفالهم على البقاء آمنين. على سبيل المثال، يوفر تطبيق انستغرام عناصر تحكم للوالدين، وإعدادات حساب خاصة، وميزة “خذ استراحة” التي تشجع الأطفال على الابتعاد عن الشاشة.
التواصل الاجتماعي بأمان مع نوفاكيد
تقدم نوفاكيد للأطفال الذين يبحثون عن بيئة تعليمية آمنة للتواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، دروسًا جماعية من خلال World Kids Academy . تتيح هذه الدروس للأطفال التواصل مع أقرانهم في نفس العمر أثناء تعلم لغة جديدة في بيئة آمنة ومنظمة. ويوفر هذا بديلاً لوسائل التواصل الاجتماعي التقليدية، حيث يمكن للأطفال التواصل مع الآخرين أثناء تطوير مهارات لغوية مهمة.
أهم النصائح عند استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي
ابدأ المحادثة مبكرا: حتى لو لم يكن طفلك يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بعد، فليس من المبكر أبدًا التحدث عن الأمان عبر الإنترنت. شجع المحادثات المفتوحة حول السلوك الرقمي، وما يجب مشاركته، وكيفية البقاء آمنًا.
تحديد الهدف بوضوح : قبل السماح لطفلك بالانضمام إلى وسائل التواصل الاجتماعي، ناقش سبب رغبته في استخدامها، وما هي أهدافه، وكيف يمكنه ضمان تجربة إيجابية عبر الإنترنت.
إعطاء الأولوية للخصوصية: علّم طفلك حول أهمية الحفاظ على خصوصية معلوماته الشخصية. تسمح بعض المنصات للمستخدمين بتعيين حساباتهم على أنها خاصة، بحيث يتمكن المتابعون المعتمدون فقط من رؤية منشوراتهم.
تعيين حدود زمنية: يحتاج الأطفال إلى تطوير الانضباط الذاتي، لتجنب التنقل الغير واعي واللامتناهي بين الفيديوهات والمحتويات . ضع حدودًا واضحة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، سواء كان ذلك حدًا زمنيًا يوميًا أو أوقاتًا محددة بدون استخدام الشاشة.
غرس مفهوم المساءلة: تأكد من أن طفلك يفهم أهمية السلوك المحترم عبر الإنترنت. علمهم كيفية الإبلاغ عن المحتوى غير اللائق والتصدي للتنمر الإلكتروني.
القيادة بالقدوة: يتعلم الأطفال من خلال مشاهدة البالغين من حولهم. من خلال تقليد عادات وسائل التواصل الاجتماعي الصحية، ستعمل على تعزيز أهمية التوازن والمسؤولية عبر الإنترنت