«الشجاعة هي الوسيلة اللازمة لممارسة باقي الفضائل بثبات» الشاعرة مايا انجلو
وإحدى تطبيقات هذا القول هو (شجاعة أن تقبل الوحدة كبديل لطيف للعيش مع شخص لايحترمك).
من أصعب المشكلات التي يواجهها المعالج النفسي هي مشكلة علاج شخص متعلق بعلاقة سامة ومؤذية ومساعدته على التخطي والنسيان.
وبصراحة تامة فعلاجه يتطلب شهورا طويلة وليس كما يعتقد بعض الناس ماهي إلا أربعين يوما لينتهي كل شيء وتعود روحه لتحلق من جديد في فضاء أخضر،ولا أدري ماسر الرقم ٤٠ هذا لأن هنالك من العادات والآلام مالايمكن تخطيها إلا بعد مرور ١٢ شهرا أو أكثر من ذلك بكثير.
لأن الإستمرار في علاقة مؤذية أسهل كثيرا من معاناة وعذاب مابعد الخلاص منها وانهائها ،نعم هو كذلك بالضبط ولاتتفاجئوا.
أن تستمر بتعاطي المخدرات سيودي بك إلى الموت بالتأكيد لكن عذاب( الآلام الإنسحابية) بعد ترك المخدر يحتاج قوة قد لايمتلكها من تم استنزافه وسحق روحه بعلاقة عاطفية سامة.
يقول نيتشه(أنا أكره من يسرق مني وحدتي دون أن يقدم لي رفقة حقيقية)
ونيتشه على صواب لكن وأنت في دوامة عذاباتك وضعفك ستتمسك بالرفقة الكاذبة خوفا من مواجهة الهجر والوحدة ،وبمعنى آخر ستدفعك هذه الأسباب للتمسك بمن يسحق روحك وكرامتك أو قد تحتاج شهورا طويلة للتعافي منه ،أتدري لمَ؟،اقرأ معي الآن وستعرف الحقيقة:
١– لقد تعودت على الفتات ،كان يرمي لك بالفتات ،فضلات عواطف فضلات اهتمام فضلات وقت،يرميها لك بعد أن يوصلك لحالة من الجوع العاطفي المدمر ثم يأتيك بالفتات وأنت في قمة احتياجك له، فتشعر بالنعمة والإرتياح لتلك (العظْمة) التي رماها لك ،تماما كالصائم يسعد بوجبة افطاره ولو كانت كسرات خبز وماء ،لكن حين تكون بطنه ممتلئة في ظهيرة يوم العيد سينظر للأطباق من طرف عينه وربما تناول منها لقمة واحدة لاأكثر،إنه الشبع ، والروح الشبعانة كالبطن الشبعانة ترفض فتات المشاعر وتأنف من راميها.
٢–مشكلة المتعلق بشخص مؤذ أنه لايتخيل الحياة من دونه،لذا تراه يتخذ قرار فك العلاقة والإبتعاد النهائي ويبتعد بالفعل لكن قلبه يتحرق شوقا وينتظر رسالة، مكالمة، عودة ، يصرخ كفى لامزيدا من الألم لقد انتهيت منه إلى الأبد لكن في داخله يصرخ صراخا معاكسا تماما ،وكأنه يقول(أين أنت عد إلي أرجوك) .
٣–هو يقر ويعترف إنه على علاقة بشخص سام ومؤذ وجميع من حوله يخبرونه بأنه ضعيف وغبي لأنه مستمر في إيذاء نفسه لكن الأصعب من كل ذلك هو أنه يردد كل يوم مع نفسه(أنا غبي لأنني خُدعت ومازلت مستمرا ) وهذا شعور مؤلم جدا .
٤–حديث النفس
المتعلق بمؤذ نيرانه تلتهم احشائه لأنه يجلد ذاته دوما،ذاته التي يكره ضعفها لكن لاحيلة له معها وكأنه يقول(أعلم كم اتعذب مع هذا النذل المنحط لكنني احط منه لأنني راض ومستمر) .
٥–التشكيك
تناقش، تصارح، تشير باصابعك على السلوك المؤذ له لكنه ببساطة سيخبرك أنك واهم واحكامك مغلوطة وهو لايمكن أن يؤذيك لأنه يحبك
هنا ستبدأ حلقة الشك المفرغة ،ستدور وتلف حول نفسك وتسأل ،هل هو على حق وأنا من يخطئ دوما؟
ستحدث بلبلة في أفكارك ، ستنظر للفتات على أنه حب وهو يؤكد لك ذلك بالكلام (أنا أحبك ،أنت واهم، لم أقصد مافهمته أنت ،لكن أفعالك هي السبب،أنت من تجبرني على معاملتك هكذا ،أنت أنت أنت .. الخ) .
الحب حالة من الصفاء لايمكن أن تصدر من النفوس الأنانية التي تدور حول محورها ، حاول أن تفهم كلامهم بشكله الصحيح ، فحين يخبرك الأناني الذي يرمي لك بالفتات ويقول (أفعل هذا لأنني أحبك) هي في الحقيقة تعني(أفعل هذا بك لأنك لاتعني لي شيئا مطلقا ) .