المعاقون الذين نتحدث عنهم اليوم هم من نصنعهم بأيدينا بسبب تدليل الامهات والآباء لهم حيث يتحول ابنائنا اصحاب العقول السليمة الى معاقين فكريا وأخلاقيا لاننا ربيناهم على عدم تحمل المسئولية ليس ذلك فحسب بل بتبعه عدم احترام للوالدين ويرجع ذلك إلى تقصير الوالدين في التربية ونتيجة ذلك اصبح لدينا جيل يحمل ثقافة الاتكالية بدل ثقافة المشاركة الايجابية والاعتماد على النفس واصبحنا نعانى من ندرة الأخلاق والمشاعر الطيبة وتقديم يد العون والمساعدة بدون مقابل , فالشباب فى معظم الأسر لا يعتمدون على أنفسهم فى حياتهم اليومية ويلقون كل اعباء البيت على الام من ترتيب الفراش وغسل الملابس وتجهيز الاكل بينما يكون شاغلهم الوحيد هاتفهم وفيسبوكاتهم وعالمهم الافتراضى . فهؤلاء الشباب لايعلمون اى شىء عن الظروف الخاصة بالاب والام سواء كانت صحية او مادية فالاهم بالنسبة لهم ان تلبى مطالبهم بدون عناء او شقاء وبذلك نكون قد اعدادنا دون ان ندرى جيلا لايتحمل المسئولية لاننا قد غرسنا فى نفوسهم روح الاتكالية والكسل .
فمن واجب الام والاب فى تربية ابنائهما منذ طفولتهم الاولى الاعتماد على النفس فى ترتيب الفراش والادوات الشخصية والاسهام فى تنظيف البيت وغسل الاكواب والاطباق وفى تنظيم اثاث البيت وتنظيفه وغسل الملابس . كما يربيان فيهم تنظيم الوقت والحرص عليه وان نطبق شرع الله فأن يكون الليل لباسا والنهار معاشا ولا يكون العكس كما يفعل شباب اليوم مما يكون له الاثر السلبى فى احداث القلق والفوضى فى حيانهم على ان يكون هناك وقت لاداء العبادات المفروضة والاستذكار ووقت كافى للراحة والنوم ووقت للعب حينئذ يعتداد الابناء على تحمل المسئولية والاعتماد على النفس فتتأصل فيهم هذه العادات الطيبة ويمارسونها فى حياتهم العملية وهكذا ننشىء جيلا قويا يدرك مسئولياته ويسهم فى تنمية وطنه ونكون عائلة مثالية كخلية النحل الكل يعمل لينتج عسل وهذا ما يجب العمل به مع أبنائنا على اساس من التعاون المشترك في شئون البيت . والامر يتطلب اعادة النظر فى المناهج التعليمية ومراعاة ان تكون باعثة على تنمية روح الاعتماد على الذات وتحمل المسئولية من خلال المواد الدراسية والانشطة التربوية المختلفة.فضلا عن مطالعة الكتب الثقافية التى تسهم بقدر كبير فى تنمية العقول
كما تدفعنا هذه المشكلة الى اعادة التفكير فى اقامة المعسكرات الكشفية البعيدة عن اى تيارات سياسية أو اتجاهات طائفية او حزبية وتكون لتحقيق الاهداف الانسانية والاجتماعية .. اذ يقيمون فى خيام فى أماكن خالية ويعتمدون على انفسهم فى اقامة الخيام واعداد الطعام وطهيه وغسل الملابس والحراسة وممارسة الالعاب الرياضية فهذه المعسكرات تنشىء جيلا قويا قادرا على تحمل المسئولية والاعتماد على النفس وحل المشكلات .
المحامى – مدير أحد البنوك الوطنية بالمحلة الكبرى سابقا