ماسبيرو رجل طيب ، طوله سبعة وعشرون ذراعاً ،وُلد في عام ١٩٦٠ وتوسع وشيد وبنى وأبدع ،له أبناء وأحفاد ، تجد نسله وذريته في كل مكان ، فهو الحبيب الأول ، ومربي الأجيال ، ومعقود عليه الآمال ..
معروفٌ ومحفوظٌ تاريخه التليد ، وإرثه المجيد، ودوره الفريد…
،،، ليس لدي شك في محبة ماسبيرو المزروعة في قلب كل مصري ، فقد شكل الوجدان ، وملأ الآذان ، لكل إنسان ، رصيد ضخم من الذكريات تراكم عبر العقود ،بحيث صار قاسماً مشتركاً لذاكرة العديد وهذا مما ليس فيه جديد …
بيد أن عوامل الملوحة الإبداعية ، والجفاف المالي والترهل الإداري تبدو عليه وتفوح منه ،،لأمور خارجة عن إرادة الجمع الغفير من أبنائه (مرؤوسين ورؤساء)يتساوى الكبير منهم والصغير..
إنطلاقة المبنى (ماسبيرو) ليست مستحيلة ،، إنه يحتاج شيئين:
الأول : إرادة التغيير والنجاح .
الثاني : الإستعانة بأهل الذكر داخل المبنى وليس خارجه وهم كثيرون ومعرفون .
فالعدد الهائل داخل المبنى مزية وليس عيبا ،،
إنه أمر إيجابي يمكن الإستفادة والإفادة منه وليس كارثياً ومعوقا كما يروج المرجون ويعتقد المعتقدون ..
أصول المبنى متعددة ومتنوعة وهي ليست مباني وأدوات وإستديوهات وأراضي ،
إنها كنوز وثروات ومواهب بشرية وكوادر فنية لا حصر لها …
لا ضير من الإستعانة برأيهم والإستفادة من خبراتهم والإلمام بوجهات نظرهم لأنه أمر داخل في صميم شئونهم بعد أن إلتهم أعمارهم !!
من يغض الطرف عن خبرات وتجارب وثقافات وممارسات وإبداعات أبناء المبنى متناسيا إياها مهيلا عليها الغبار والتراب إنما هو سقيمُ النظرة فلا يستفيد من صاحب التخصص والدربة ..
ننتظر ما طال إنتظاره مشدوهين محبوسي الأنفاس، نضرب الأخماس في الأسداس ، متمنين النجاح والرفعة والتوفيق لماسبيرو وكل القطاعات والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وكل الهيئات والمؤسسات الإعلامية المصرية لأنها مصر ،،
والإعلام في النهاية هو إعلام مصر
… بقلم طارق البرديسي