**على أرض ستاد السلام الذي لا يتفاءل به لاعبو الأهلي ولا الجمهور ،حدثت المعركة الكروية (جاء لينتقم) قادها باقتدار المدرب الوطني طارق مصطفى مع فريق البنك الأهلي الطموح حيث نجح طارق في تنمية أظافرهم ومخالبهم فيما سبق من مباريات ولكن صادفهم سوء حظ فيما لعبوه من الدوري الاستثنائي حتى الآن،فلم يمكن أمامهم سوى محاولة اصطياد النسر الأحمر (بزيه الذهبي الجديد )،خاصة وقد نسى في الجزيرة الفانلة الحمراء وروحها بسبب اللون الذي يعتمده البنك صاحب المباراة..
**هاهو مدرب البنك يحصل على نصف ما يريد (التعادل) ، منحها له مضطرا الخواجة كولر بتشكيله الغريب وقد يرى الكثيرون أنه معذور في الاختيار إلى حد بعيد فهناك ١٠ غائبون بين الإصابة والتمرد والإنذار الثالث وظهر ذلك من ضعف الدكة ولكن دماغ الخواجة الناشف وتعنته في تفضيل لاعبين بعينهم لعدة مباريات متتالية ، رغم أنهم لم يحققوا ما يريد ومنهم على سبيل المثال : خالد عبد الفتاح الذي أعاده اليوم الخواجة إلى مركزه الأصلي ولكنه لم يكن على المستوى المأمول ،بالإضافة للنزول المتأخر جدا لعمر كمال عبد الواحد ولم يستطع ان يفعل شيئا.
**كان الشوط الأول بحق هو شوط البنك : أداءا وفرصا ودفاعا رغم الاستحواذ الظاهري للأهلي (٦٠/٤٠%) ومنذ الدقيقة الأولى كشفوا عن أسلحة الانتقام والتخويف بأكثر من هجمة شرسة تصدى لها الحارس الشاب مصطفى شوبير ببراعة واقتدار جعلته يكتسب الثقة المطلوبة ليكون بالفعل هو رجل المباراة في النهاية ،وإن كان هذا التقدير لا يسعد الأهلاوية كثيرا لأنه يوثق نقطة ضعف أهلاوية واضحة تتمثل في فشل الهجوم وانقطاع دعم الوسط ،
ذلك بسبب مزاجية كهربا من ناحية وعودة تاو من ناحية أخرى بعد إصابة طويلة لم تكتمل بعدها قدراته الهجومية التي تعود عليها جمهور الأهلي وكم احرز من أهداف صعبة مما أحزن الجمهور الوفي الذي حضر رغم البرد الشديد و شجع بحرارة ألهبت كل من على البساط الأخضر ولكن من يسمع ومن يستفيد ؟
**وجاءت إصابة الموهوب أحمد ياسر ريان في الدقيقة ٤٠ ونزول عمرو السولية في أول الشوط الثاني بدلا من كوكا اللغز المحاط بعلامات استفهام، ربما أدت إلى اعتقاده أنه أصبح لاعبا كبيرا لن يستغنى عنه كولر في التشكيل الأساسي رغم اعتماد سياسة التدوير.
**تفاءلنا نحن المتابعون وبالتأكيد الجماهير بهذين الحدثين وكل أمانينا ألا تكون إصابة أحمد ياسر ريان عنيفة لأنه من ذخيرة لاعبينا الشبان من جهة ولأن من جهة أخرى هناك تفاهم بين السولية وأفشة يبشرنا بإمكانية إحراز الأهداف في الشوط الثاني الذي جاء استمرارا لما شهده الشوط الأول فيما عدا أمرين مهمين :
الأمر الأول في النصف الأول من الشوط حيث ظل لاعبو الأهلي بالأداء المتراخي وفوبيا النتائج السابقة مع البنك -والتي تشكل مع فرق مثل سيراميكا والإتحاد وسموحة- تاريخا من الاحباطات والمفاجآت .
والأمر الثاني مبادرة لم تكتمل من أحسن لاعبي الأهلي رامي ربيعة في الدقيقة ٧٤ مسجلا هدفا في البلعوطي لكن رأى الفار أنه غير صحيح وبالتالي تم إلغاؤه ليتذكر لاعبو النسر الذهبي (الأحمر) أن الوقت يجري بسرعة والمباراة تذهب نحو النهاية وربما لا تنتهي حتى بالتعادل السلبي ،
فنشطوا وصالوا وجالوا إلا أن لاعبي البنك الأهلي كانوا على مستوى المسئولية فتصدوا لهذه الهجمات وغيرها التي كان بعصها متسرعا ومتعجلا ..
ومع فراغ حقيبة كولر من الحلول السحرية احتسب الحنفي ٧ دقائق وقتا بدلا من الضائع لكنه انتهى ومعه معركة (عاد لينتقم) بنقطة لكل فريق ..ربما ترضي لاعبي البنك ومدربه في موقعه في ذيل الدوري لكنها بالنسبة للبطل الذي يسعى للقمة دائما هي صفر كبير!!
**كلمة أخيرة: لاحظت أن استديوهات التحليل تناولت بموضوعية أزمة إمام عاشور مع النادي بعد الإيقاف وأؤيد الحل النافع الذي خرج به الكابتن محسن صالح بالعودة إلى أساس المشكلة وهو عدم اللعب أو استكمال الأداء في المباراة ،لتأثيرها السلبي على نفسية اللاعب ،خاصة إذا كان موهوبا ، يرصد بعناية مكانته لدى الجماهير ..
والحل بسيط جدا ،إذ اقترح على المدير الفني الجلوس مع اللاعبين خارج التشكيل أو الذين سيجري تبديلهم خلال المباراة وإقناعهم أن هذه الخطوة لصالح اللاعب المستاء ،ذلك ان رب ضارة نافعة في كل الأحوال.
صالح إبراهيم