مهلا أيتها النفس، كفى انكسارا بين زوايا الألم، توقفي عن السير في دروب الظلام التي أوجعت خطاك وجعلتك تائهة بلا دليل.
أما آن لك أن تستفيقي من سبات الشكوى وتلمحي خيوط الشمس التي طالما انتظرتك خلف سحب اليأس ؟
أيتها النفس، أما حان لك أن تمسحي عن عينيك غبار الخذلان وتكسري قيود الذكريات التي سجنت فيها طويلا ؟
أجيبي، هل هذا الحزن قدر أم أنك من نسجت ثوبه وارتديته بإرادتك ؟
إنك أكثر جمالا مما تظنين، وأقوى من كل ما يكسرك، فمهلا يا نفس، استمعي لصوت الحكمة المنبعث من أعماقك، ذلك الصوت الذي يناديك: قومي، فقد آن الأوان أن تعودي لطريقك.
يا نفس، الحياة قصيرة كنسمة عابرة، فلماذا تهدرينها في الحزن والندم ؟
اجعلي من كل سقطة خطوة نحو الأعلى، ومن كل دمعة درسا يصقل روحك.
لملمي شتاتك، ولتكوني كما ينبغي أن تكوني: شامخة كشجرة تصارع الرياح، ثابتة كجبل يواجه العواصف، متألقة كنجمة في عتمة السماء.
مهلا أيتها النفس، قبل أن تنهي خطاك في هذه الدنيا، اغرسي أثرا لا يمحى.
دعي قلبك ينبض بالحياه، ونفسك تتوق للخير، ويديك تبني ما يعجز عن هدمه الزمان.
عندما تعودين إلى ذاتك الحقيقية، ستدركين أن القوة تكمن داخلك، وأن جمال الروح يضيء أكثر من كل ما حولك.
فكوني كما ولدت: حرة، نقية، لا تهابين شيئا، واثقة بخطواتك نحو الغد.
مهلا أيتها النفس، لا تضيعي بين الهواجس، فالسعادة تنتظرك عند أول تصالح مع ذاتك.
تمهلي، فتلك البداية… وليست النهاية.