لا يوجد متر أرض واحد استولت عليه إسرائيل أو سرقته يحمل سندا قانونيا أو موثقا بالعدل والحق.
ولعل ذلك ما جعل إسرائيل تصول وتجول بلا أخلاق إيمانا منها بأن السارق أصبح يساوي الذي يسير في طريق النور.
***
على العكس تماما تتحرك مصر تحركا تحت مظلة القانون الدولي واستشهادا بالمواثيق والمعاهدات الدولية مع دعوة باقي الدول العربية لاتخاذ نفس الموقف وهذا ما حدث خلال الأيام الماضية وبعد انهيار حكم بشار الأسد بساعات قليلة.
***
البعض يتصور أو كان يتصور أن العرب سوف يغضون الطرف عن جرائم السرقة التي تقوم بها إسرائيل وجرائم القتل والتذبيح داخل الأراضي السورية ظنا منهم أنه لم يعد هناك ولي شرعي يتولى التنبيه والتوضيح والمطالبة بتطبيق القانون لكن ها هي التجربة أثبتت صواب رؤية مصر وأخذ الجميع يحذرون من تقسيم سوريا وترك جيشها بلا ترميم سريع أو إعلان مواجهة.
***
نعم.. لقد أعلن الحكام الجدد رفضهم لما تقوم به إسرائيل بعد السقوط المدوي للنظام لكن منذ متى وإسرائيل تعترف بالمطالبات أو البيانات العادلة ..أو..أو..؟!
إن هؤلاء الذين يسيطرون الآن على مقاليد الأمور في سوريا مطالبون بحماية البقية الباقية من أرض سوريا ومن إظهار العين الحمراء لإسرائيل حتى لا تستمر في غيها وضلالها.
***
استنادا إلى كل تلك الحقائق فإن السؤال الذي يدق الرؤوس بعنف:
هل ضمنت إسرائيل خلاصها من جار مشاكس كان يتكلم أكثر مما يفعل.. أم أنها ستعود إلى ما كانت عليه من حيث غض الطرف عن الأراضي المحتلة وعلى رأسها هضبة الجولان؟
واضح أن هناك صفقة يشارك فيها رموز في سوريا ومثلهم من جماعات إسقاط النظام وهي جماعات مسلحة.
طبعا.. الإجابة عن السؤال مازالت تحتاج إلى فترة طويلة من الزمن؛ لأن جميع النوايا لم تخلص لبعضها البعض كما أنه من الصعب اتخاذ أي مواقف قبل 20 يناير القادم أي موعد تسلم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السلطة.. ولا جدال أن ترامب لديه الكثير من الأخذ والرد والآراء التي تحير البشرية جميعها.
وأخيرا.. هل يدلنا أحد على الموقف الروسي؟ فالواضح أن روسيا قد تخلت عن الأسد في أحلك اللحظات ووقفت وسط الساحة تقول: ابحث عن غيري وبعد أيام من السقوط أخذت تفكك قواعدها العسكرية التي كانت قد أقامتها دفاعا عن الأسد وأشياء أخرى مهمة فماذا بعد ذلك؟ .. هل هناك توجهات بعد السقوط تختلف عن قبله؟
هذا هو بيت القصيد.
***
و..و..شكرا
