اجتماع الرئيس عبدالفتاح السيسى، بعدد من قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة المعنية بمقر القيادة الإستراتيجية بالعاصمة الإدارية، رسالة واضحة عن جاهزية مصر وقدرتها على الحفاظ على أمن وسلامة مقدرات شعبها.
المنطقة الآن تعيش أسوأ أوضاعها على الإطلاق منذ عام 1967، حيث تقوم إسرائيل بمحاولات مستميتة لتغيير جغرافية المنطقة، «وفكها وتركيبها»، طبقا لرؤيتها التوسعية، ورغبتها فى التمدد والعدوان على حساب الدولة الفلسطينية والدول العربية المجاورة.
استغلت إسرائيل عملية طوفان الأقصى طبقا لمخططها المعد سلفا لإعادة تغيير جغرافية المنطقة بدعم أمريكى كامل وغير مسبوق، وصمت دولى، وعجز عربي.
افترست إسرائيل قطاع غزة بعد أن حاصرته، واستخدمت أسوأ أساليب الإبادة الجماعية من حصار وتجويع وتدمير وتخريب، فى إطار مخطط لتهجير سكان القطاع إلى الدول المجاورة، وتحويله إلى مقر للمستوطنات الإسرائيلية على غرار ما حدث فى الضفة الغربية، بما يؤدى إلى إفشال كل جهود حل الدولتين.
لم تكتف إسرائيل بذلك بل إنها، طبقا لمخططها، قامت بضرب لبنان لإخماد مقاومة الجنوب اللبنانى حتى إشعار آخر، ثم استغلت الأحداث السورية أسوأ استغلال ممكن، حينما قامت باحتلال مساحات شاسعة من الأراضى السورية، لتصبح على بعد 25 كيلومترا من العاصمة السورية وسط انشغال روسيا بمأزقها مع أوكرانيا، وتراجع الدور الإيرانى فى إطار الخشية على مصالحها وبرنامجها النووى، وانتظارا للإدارة الأمريكية الجديدة.
سياسة مصر تقوم على ثوابت التوازن الإستراتيجى فى التعامل مع الأحداث والمتغيرات المتلاحقة فى المنطقة، والعمل على تجنيب المنطقة مخاطر الانزلاق إلى بؤر جديدة للصراع تهدد بإشعال المنطقة بكاملها وتحويلها إلى بحيرة من النيران المشتعلة.
مؤامرة كبرى تعيشها المنطقة منذ نحو عشرين عاما بدأت بالعراق عام 2003، وتصاعدت بعد 2011، ومن المهم أن تكون هناك حالة وعى تام بتلك المؤامرة ليكون الشعب حائط الصد الأول مع جيشه وشرطته ومؤسسات دولته فى التصدى لتلك المؤامرة الخبيثة، من أجل تجاوز كل الأزمات الإقليمية والتهديدات المحيطة بالدولة المصرية من اتجاهاتها الإستراتيجية المختلفة للمرة الأولى فى التاريخ الحديث.