أبدأ مقالتي بحديث للنبي محمد صل الله عليه وسلم.
يقول رسول الله صل الله عليه وسلم.
“لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه”.
حديث شريف عن المعصوم صلى الله عليه وسلم.
حامل لواء التشريع الذي ما ترك شيئا فيه صالح الإنسان واسعاده وتقويم حياته دينا وخلقا، وتنظيما لحياتنا إلا دلنا عليه صلي الله عليه وسلم.
لكن وما بعد لكن
ما الذي دفعني إلى الكتابة عن هذا الموضوع، أول الأسباب وأهمها : إحياء سنة النبي صل الله عليه وسلم القائل عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي عضوا عليها بالنواجز.
السبب الثاني : التدني القيمي والأخلاقي،وضياع الحياء والاستحياء بين الناس إلا ما رحم ربي
كل كافة المستويات والأصعدة، وضياع قيمة الرفعة وأقصد بها عزة النفس.
للأسف الشديد كثيرون يعلمون هذا الحديث الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله، محمدرسول الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من شعب الإيمان.
كثير ما نري في حياتنا المعيشة في يومنا ونحن نشتري حاجاتنا ،ونحن في المواصلات ونحن في أشغالنا، حتى ونحن نسير في الطريق.
نري أمورا يندى لها الجبين ونحن نقف نشتري مثلا من محل حلويات نرى أحد أصحاب الكتافات الخشبية(سي الأمين وما هو بأمين)، يدخل ويمد يده، ويأكل من الحلوى، ويضع في جيبه.
وصاحب المحل واقف مبتسما لايستطيع أن يفعل شيئا له.
ولسان حاله يقول حسبنا الله ونعم الوكيل، لأنه لو تكلم، سيلفق له أي تهمة ويحرر له محضر فيصمت ولا يتحدث ببنت كلمة.
والأفندي معدوم الحياء لا يلق بالا لما فعل ليس هذا وحسب بل من الممكن أن يطلب نقودا من صاحب المحل -عهد الأتاوات والحرافيش انتهى ، أيها الأبله.
-لكن لا أعمم الأحكام واطلقها على عواهنها فهناك الخلوق ، الحيي ، الذي يخاف الله ، ولا يقبل أن يدخل جنيها حراما على أهل بيته٠
قس علي ذلك كثير،تدخل مطعم لتتناول سندوتشين فتجد صاحب المطعم يعد مائدة مستديرة ، لمن يا فلان الباشا بتاع التموين أو رجال الحي ،ياعم ، هل أنت مخالف، لا والله،لكن لولم أفعل ذلك أصبح مخالفا.
يا سيدي ولم السكوت، الساكت عن الحق شيطان أخرس ، يرد حسبنا الله، يا سيدي جميعنا حسبنا الله، لكن هذا تواكل.
يا دكتور لو اتكلمت هيفعل كذا وكذا،يا سيدي ليس الجميع هكذا .
الخوف سيد الموقف، إلى متي الخوف، أنتم أصحاب حقوق لا تجعلوا أحدا يمد يده ويسرق أرزاقكم وقوت أبناءكم.
وغير ذلك كثيرة هى المواقف،تقف تشتري فاكهة مثلا، تجد واحد بجوارك يلف على كل الأنواع يأكل منها.
يا عديم الحياء وفاقده أما تعلم أن كل لحم نبت من حرام فهو في النار.
الصحابة رضوان الله تعالى عليهم كانوا يتحرون الحلال ولو رأوا شبهة حرام كانوا يتقيئون ما يدخل جوفهم.
أليس لنا فيهم الأسوة والقدوة الحسنة.
أضف إلي ذلك الرشاوي والمحسوبية والدخول من الأبواب الخلفية وتخليص المصالح من يدفع يحصل علي البركة.
من يدفع يمر ولا يقف ينتظر دوره وإنما يتخطى الرقاب دايسا عليها.
لا والله هو لا يتخطى رقاب العباد ، وإنما يدهس قيمنا واخلاقنا وتقاليدنا ، يدهس ديننا الذي نهى عن الفساد فى الأرض ، وأمر بالعدل والمساواة بين الناس.
لا أنتم لا تعلمون من هذا وابنة من هذه ، كيف يقفون في طوابير وسط الدهماء
وتقضي مصالحهم علي الفور،والذي ليس له ظهر أو سند أو ليس معه ليدفع تعطل مصالحه وفوت علينا بكرة يا سيد يا محترم علي رأي عمنا الفنان رأفت فهيم ،رحمه الله.
نسى هؤلاء معدومي الحياء والمرتشين قول الله تعالي “وليخش الذين لوتركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا لله وليقولوا قولا سديدا.”
“ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين”.
النتيجة الحتمية انتشار الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس.
النتيجة الحتمية ، تدن أخلاقي،انهيار صرح الأخلاق، ألفاظ ما أنزل الله بها من سلطان ،شباب مفسد في الأرض لماذا لأنه تغذي من حرام ورضع لبنا حراما وأكل طعاما حراما سحتا.
النتيجة الحتمية إذا كان رب البيت بالدف ضارب فشيمة أهل بيته الرقص.
نصيحة ربوا أبناءكم على الفضيلة والخلق الحسن ولاتطعموهم حرام .
فالبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا.
وعلى النقيض ،على الجانب الآخر،هناك من لا يمد يده إلى أي شئ عزيز النفس حتى لو كان يشتهي هذه الأشياء لكنه لا يمتلك ثمنها ينصرف في هدوء لا يسأل الناس إلحافا.
هناك من ربوا أبنائهم علي العفة والفضيلة،ولم يطعموهم إلا الحلال ولو كان قليلا فباركه الله تعالى،وأصبحوا أسيادا وقادة.
الفرصة لازالت موجودة ومن الممكن الإصلاح،المهم كل يفتش في نفسه وإذا كان هكذا ينتهي ويقلع عن تلك العادات المرذولة
بذلك ينصلح الحال.
كتبنا لكن والذي فى السماء عرشه وفي الأرض سلطانه ما نريد الإساءة إلى أحد ، ولكن نريد الخير للجميع ، نريد أن نرى بلدنا أجمل البلدان ، ووطننا أحلى وأسمى وارفع الأوطان.
أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان.