اسعدني رد الفعل والتجاوب السريع من سعادة المستشار عدنان فخري وزير العدل على ما نشرناه هنا تحت عنوان حكايات من امبراطورية زنانيري..على الفور كلف سيادته كبار مساعديه ببحث الموقف في القطاعات التي تتعامل مع الخدمات الجماهيرية وتسهيل تقديم الخدمات لطالبيها دون مشقة وعناء خاصة في المحاكم وقضايا الأحوال الشخصية وتحقيق اكبر قدر من الإفادة من الوسائل الالكترونية والقطاعات التي تم رقمنتها..ووجه بضرورة الاهتمام بالموظفين الذين يتعاملون مباشرة مع الجمهور وتدريبهم على الطرق العلمية السليمة لتقديم الخدمات وكذلك التعامل مع صنوف الجماهير المترددة على قطاعات وزارة العدل..
المستشار فخري وجه الشكر للجمهورية وحرصها على التواصل مع الجماهير وعرض قضاياهم بصدق وموضوعية..
موقف المستشار فخري يستحق التحية والتقدير مرتين: أولا لحرصه على راحة المواطنين وايمانه بضرورة الحصول على الخدمات بسهولة ويسر وفي التوقيت المناسب..
ثانيا:لايمانه بأهمية دور الصحافة في المجتمع والارتقاء بكل ما فيه مصلحة الوطن والمواطن.. واشير هنا الى المفارقة التي حدثت يوم نشر الجمهورية مقال حكايات من امبراطورية زنانيري حيث كان الوزير في اجتماع مع قيادات الوزارة وتعرض الاجتماع الى التركيز على الخدمات الجماهيرية وضرورة معالجتها بسرعة واعرب الوزير عن دهشته لما اسماه بتوارد الخواطر وان تكون متطابقة لهذا الحد على حد تعبيره..
لسنا بحاجة الى التأكيد على ان الصحافة هي مراة المجتمع وهي عين المواطن وعقله وقلبه وصوته لدى المسئول الذي يسعى دائما لراحة المواطن واسعاده كل في موقعه..
الحقيقة ان الخدمات الجماهيرية وتيسير سبل الحصول عليها واحدة من القضايا الرئيسية على سلم أولويات الجمهورية الجديدة خاصة بعد التوسع في سياسات الرقمنة للقطاعات المختلفة والإفادة منها لتحقيق خطوات اسرع واشمل في التنمية الاقتصادية والبشرية ..
المراقب يلاحظ ان مصر الجديدة قطعت شوطا كبيرا على طريق التحديث وتقديم الخدمات الالكترونية ولا تزال المسيرة طويلة والجماهير لديها امال وتطلعات اكبر مع أحلام الخلاص من عذابات وهموم الانتظار والطوابير الطويلة والاوقات المهدرة لانهاء الإجراءات داخل أروقة المصالح الحكومية ليلا ونهارا..
لا اخفي عليكم انه في كل مرة يزور فيها احد مراكز تقديم الخدمات الالكترونية او يمر على التجمعات الكبيرة ويشاهد الازدحام الشديد الذي يفوق طوابير فراخ الجمعية إياها في الأيام الخوالي الا ويتذكر الرقمنة والتطويرالالكتروني والى اين وصلت .. يتذكر على الفور الإعلانات عن مشروعات التحديث في القطاعات المختلفة وسيارات تقديم الخدمات في الشوارع اما مجانا او بالرسوم المقررة ..
أتذكر المشروع الطموح الذي يحمل عنوان خدمات مصر ونداءاتها للجماهير ..تحرص “خدمات مصر” على توفير تجربة استثنائية للمتعاملين من خلال تقديم أرقى الخدمات الحكومية الرقمية بدءا من الاستقبال وصولا الى سرعة إنجاز المعاملات و التميز فى تقديم الخدمة وفقا للمعايير الدولية من اجل توفير حياة كريمة للمواطنين ..خدمات مصر.. أسهل.. أسرع.. أنجز.. كلنا في استقبالك في مراكز “خدمات مصر” الثابتة في محافظات أسوان، جنوب سيناء والإسكندرية لإنهاء خدمات المرور خدمات مصر.. أسهل.. أسرع.. أنجز
لو بتفكر ياصاحبي إن استخراج جواز السفر لأول مرة أو تجديده صعب ومعقد..ده مش حقيقي..مراكز “خدمات مصر” هتغير فكرتك!
مثل هذه الإعلانات تعطي للمواطن امالا عريضة في الحصول على ما يريد بكل سهولة ويسر..ويرتفع مستوى الطموحات عندما يرى ويسمع كبار المسئولين والوزراء يفتتحون هذه المشروعات..ففي نهاية أكتوبر المنصرم افتتح 3 وزراء ومحافظ القاهرة مركز خدمات مصر بالمقطم.. الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي والدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والمستشار عدنان فنجري وزير العدل، والدكتور صابر إبراهيم محافظ القاهرة بحضور المهندس إبراهيم سرحان رئيس مجلس إدارة مجموعة “إي فاينانس” للاستثمارات المالية والرقمية وهي الذراع التشغيلي لمشروع “خدمات مصر”وقيادات الوزارات والجهات المعنية.
المركز يعتبرنقلة نوعية في تجربة الخدمات الحكومية باستخدام التحول الرقمي والفصل بين مقدمي ومتلقي الخدمات عبر الاستعانة بكوادر ذات كفاءة عالية كما أن المركز مُجهز لاستقبال مختلف الفئات ومن بينهم ذوي الهمم.
وبحسب ما أوضحت الوزيرة المشاط فأن مشروع “خدمات مصر” يُقدم أكثر من 150 خدمة حكومية متنوعة وتشمل خدمات التوثيق والشهر العقارى وخدمة إصدار الشهادات المميكنة وتجديد بطاقة الرقم القومي والقيد الفردى والعائلي، بالإضافة إلى إمكانية إصدار صحيفة الحالة الجنائية باللغتين العربية والإنجليزية وخدمات المرور والأحوال المدنية والجوازات، وخدمات النيابة العامة وخدمات السجل التجاري والتامينات الاجتماعية و التضامن الاجتماعى وتمت إضافة خدمات الدفع الالكترونى مما يحقق الشمول المالى من خلال دفع وتحصيل المصروفات الدراسية، ودفع فواتير الكهرباء، وشحن كروت الكهرباء، ودفع مصروفات الجامعات. ونوهت الى انه جارى الانتهاء من مراكز “خدمات مصر” فى الغربية والجيزة وشمال سيناء قبل نهاية العام الحالي.
طبعا هناك مشروعات أخرى ومبادرات يتم تنفيذها من وقت لاخر وفي مناسبات متعاقبة لتقديم تسهيلات للجماهير ولا شك انها تلعب دورا حيويا في التخفيف من حدة الزحام..
مشروعات مثل خدمات مصر واخواتها تحتاج الى متابعة علمية دقيقة ودراسات على ارض الواقع لمتابعة التنفيذ ورصد الإيجابيات لتدعيمها وتسجيل السلبيات لتجنبها ومعرفة الأساليب الممكنة للتطوير وتحقيق اكبر افادة ممكنة لراحة الجماهير.. ولتجنب حدوث موجات من الإحباط عندما يحدث تراجع او عدم القدرة على تحقيق الهدف بدقة..
والله المستعان..
megahedkh@hotmail.com