عندما كانت مصر في الغابر القديم، كانت قاسمتها المشتركة مدينة الفيوم، دولة عتيقة ومدينة عريقة، صنوان وغير صنوان،،
الفيوم هي أقدم مدن مصر قاطبة، بتاريخ يربو من ستة آلاف سنة، متقدمة في العمر على سائر مدن مصر، كأنها المدونة للتاريخ وأحد مكوناته، يوم أن كانت القاهرة والإسكندرية في سباته… فما حكاية هذه المدينة بهيجة الماضي وصريعة الحاضر؟
هي أقدم مدن مصر، وإحدى أقدم عشرين مدينة في التاريخ، بترتيب خامس بعد أريحا، جبيل، حلب، أثينا.. وموئل يوسف عليه السلام، ومهبط قارون أمثولة الرأسماليين الأكبر في مطلق الدهر، وله انتسبت أكبر بحيرة طبيعية في مصر، ومعقل جل ثروات مصر الأثرية منذ العصر الفرعوني، والبطلمي، والروماني، والإسلامي، كواحدة من أهم وأندر مدن مصر اكتظاظاً بالتراث الأثري، فمن آثارها الفرعونية، هرم اللاهون المعزو للملك أوسرتسن الثاني، وهوارة المقطع المنسوب إلى الملك أوسرتسن الثالث، وحجر كرسيان الأثري الذي بناه أمنمحات الثالث لزوجته سيك نفرورع، فضلاً عن آثار جرزة وطرخان وكيمان فارس ، ومقبرة الأميرة نفروبتاح ابنة أمنمحات الثالث، ومركز سنورس التاريخي نسبة لسنوسرت الثالث، ومسلة سنوسرت التي شيدت تخليداً لذكرى تحويل أرض الفيوم إلى أرض زراعية، ومن آثار الفيوم البطلمية مدينة ماضي قبالة أبي جندير، ودمية السباع بأبشواي، ومن ذخائر المدينة الفيومية قرية تونس السياحية، وشلالات وادي الريان، المنسوبة للريان بن الوليد فرعون مصر في زمن يوسف عليه السلام، ووادي الحيتان وجزيرة البط، والسبع سواقي الوحيدة في مصر، وإحدى عجائب المصريين القدماء في منظومة الري، وأرض فيومية طولية وعرضية كانت غناءة بخصوبتها وطلتها وثمرتها…
كانت أجمل مدن مصر وأكثرها ثراءً، أثري، سياحي، زراعي، سمكي، حيواني، لتفقد كل مراكز قوتها بفعل الإجحاف والتسويف، تفقد صدارة تفردها بمورد الزراعة، ومورد السياحة، ومورد الثروة السمكية، ومورد الثروة الحيوانية،،
وكل مورد بذاته له عظيم الأثر في إنماء الاقتصاد كفاية وتصديراً.. ..
تطوير الزراعة بالفيوم أمن قومي…
تنشيط السياحة الأثرية والشاطئية بالفيوم أمن قومي..
تطوير بحيرة قارون والريان وما بهما من ثروات سمكية مذهلة أمن قومي …..