يسعى كل مسلم أثناء حياته إلى بلوغ الجنة والنجاة من النار ويفوز من يكتشف التجارة الرابحة طريقا لتحقيق هذا الهدف النبيل.
عرف المصريون منذ أمد بعيد أعمال الخير.. وأعتمدوها سلوكا يتنافس في دعمه وتحقيقه الجميع.. ويؤمنون بحق.. أن صنع الخير.. ونشره تجارة رابحة مع الله سبحانه وتعالي.. وإذا ما اقتربنا من العادات الاجتماعية المصرية.. نكتشف بسهولة أن السلوك الطيب وصل لمرحلة التلقائية واستقر في النفوس والقلوب.. وأفرز نظما ومنظومات إدارية مجتمعية من وقف خيري إلي جمعيات خيرية.. إلي ميراث للخدمة المجتمعية المتكاملة وسلوكيات وأعمال عديدة.. نذرها أصحابها لوجه الله تعالي وأصبحت منارات مضيئة انتشرت في أنحاء البلاد.
**تمثلت معظمها في إقامة المساجد ودور العبادة.. والمدارس والملاجئ والمستشفيات ومراكز سكنية لاستقبال المسافرين علي الطرق.. وتوفير الراحة لهم.. ومساعدتهم علي سعيهم من أجل الرزق والإنتاج ومع تطور الزمن تضمنت مهام دور المال الحكومية الوظائف الاجتماعية.. التي توفر المصارف لكفالة اليتيم ورعاية المحتاجين وتأهيل الصغار علي فرص العمل.. والتعليم.. وأيضا تشجعيهم علي طلب العلم.. والتعليم.. ناهيك عن المساعدات المالية للأرامل والمطلقات والمحتاجين.. ومساعدتهم علي بدء حياة جديدة.. أو مواصلة رسالتهم مع من هم مسئولين عنهم من أبناء وبنات.. للاندماج في المجتمع مسلحاً بكل عناصر النجاح والتوفيق.
**ومع الوقت أصبح لدينا مظلة للتكافل والحماية المجتمعية تختص بها وزارة التضامن الاجتماعي.. مع جهد مشكور للأزهر الشريف ووزارة الأوقاف.. بالإضافة إلي مظلة الاتحاد العام للجمعيات الخيرية وما يملكه من امكانيات.. وما يقدمه من مبادرات ناهيك عن المبادرة الرئاسية »حياة كريمة«.. التي حققت نقلة حضارية لسكان القري المصرية تنفذ بهمة ونشاط وظهرت نتائجها الايجابية للجميع.
**وكان لابد أن يتطور العمل الخيري مع ما تشهده البلاد من نهضة ومشروعات كبري في جميع المجالات.. الآن مع ظهور الكيانات العملاقة لجمعيات أهلية ومنظمات مجتمعية تغيرت مظاهر ومقاصد العمل الخيري وتجاوزت النشاط التقليدي إلي آفاق جديدة.. مبتكرة ذات تأثير اجتماعي واقتصادي ايجابي ملحوظ.. منها المشروعات الكبري لإقامة المستشفيات وصروح العلاج الشامخة الحديثة المتخصصة في علاج مرض بعينه.. صرح علمي وطبي يعمل به الخبراء والأطباء المتميزين.. ويقدم ملائكة الرحمة خدماتهم مجانا للمحتاجين لكل مستشفيات سرطان الأطفال وبهية ومركز القلب للدكتور مجدي يعقوب في أسوان.. تدعم الخدمات الصحية المتنوعة التي تقدمها المستشفيات والمراكز الحكومية..
**وهناك من تخصص في استصلاح الأراضي الصحراوية والنائية.. والشراكة مع مختلف فئات المواطنين.. ولا يقتصر نشاطها علي الاستصلاح والزراعة فقط.. بل تمتد إلي التصنيع الزراعي وتوفير فرص العمل للمحتاجين.
**وهناك من اتجه إلي حلول عملية لتوفير مياه الشرب لأهالي المناطق البعيدة التي تعاني صعوبة في توفير مورد دائم.. بحفر الآبار وعمل الشبكات وادخال التوصيلات للبيوت.. ونجد من يركز علي البحث عن الطاقات المعطلة.. يبدأون بمساعدتهم ماديا.. ثم يؤهلونهم علي مهن نافعة ومطلوبة اجتماعية يوفرون لهم الخامات والمعدات.. وكذلك التسويق.. بما يصل بهم إلي مورد رزق دائم.. يسعدهم ويشعرهم بمكانتهم في المجتمع.. ويحفظ لهم كرامتهم.. ويضيف إلي منظومة العمل شبابا ورجالا ونساء.. يشاركون بقوة في مسيرة الإنتاج والتعليم.
**وهناك في طور دور رعاية الأيتام.. وحولها إلي مراكز لتأهيل المجدين والمعسرين.. يؤخذون بيدهم إلي أعلي سلالم التعليم ليكونوا أصحاب علم ودراية وعلم يقدمونه للمجتمع.. بكل حب وتقدير.. انه باختصار الخير.. قولا وجهدا وفعلا.. تجارة رابحة ونافعة للجميع في يوم اللقاء العظيم.