تعتبر شهادة البكالوريا مرتبطة بمرحلة الاحتلال الانجليزى فى مصر، بدأت فى عام 1925 مع وجود المندوب السامي البريطانى بهدف تخريج كتبه وموظفين فى الأساس، وظلت حتى عام 1962 وقت انشغال ثورة يوليو بالصراعات لتجعلها بالعربية “الثانوية العامة” وبهدف إلغاء الطبقية بين أبناء الشعب وتوحيد النظام التعليمي رسميا للالتحاق بالتعليم الجامعى، وبعد مرحلة النكسات تطل علينا الحكومة الحالية بنظام غير مدروس لغير دارس أو متخصص، لنرجع باسم الانتكاسة (البكالوريا) مع توجه الدولة بقوة نحو التغريب ونشر المدارس الأجنبية والدولية والخاصة، وتجاهل مصالح الشعب المحاصر بالفقر والعوز، فإن رئيس الوزراء ناقشه فى ساعتين واعتمده حسب قوله- كما لو أنه يتناول “سندوتش” وليس مستقبل مصر كله القريب والبعيد.. ماهذا الاستخفاف؟! من عرض المشروع ومن سمعه لا علاقة لهما بالتعليم ولا يفهمان فيه، فى دولة بها أكبر خبراء التعليم فى العالم مع تجاهلهم عمدا ودون دراسة، لنقلب التعليم رأسا على عقب، مالم يحدث فى تاريخ الوطن حتى مع الاحتلال، فنجد تحديد درجة كاملة للتربية الدينية مساواة بالمواد الأساسية لتوقظ الفتنة بين عنصرى الأمة إلا إذا وضع حسب أهواء أجنبية، فضلا عن قشور التعليم فى المواد المؤهلة لتكون مرة واحدة فى المرحلة الثانوية مثل الأحياء والجفرافيا والانجليزي والفرنسية، لذلك فإن مادة التخصص ملزمة للالتحاق بكلية محددة مثل الأحياء مع الطب والصيدلة، ولا بديل عنهما إلا المعاهد المتوسطة، ليغلق الباب أو المستقبل أمام النجباء من أبناء الوطن، دون خيارات الالتحاق بالكليات الأخرى.كوارث وكوارث تقضى على مابقى من أحلام الأسرة المصرية. مع تجاهل آلاف الخبراء، ومعاملة اللغة القومية العربية معاملة الإجنبية ورفعهما من السنة الثالثة فى وقت لم تحسم فيه المناهج، وبشعار التخفيف دون الرجوع لمركز كامل لتطوير المناهج. ألا يكفى أن التعليم أصبح طبقيا بين مدارس بلا تعليم لأولاد الشعب الفقير، ومدارس أجنبية ودولية لأولاد الكبار والحيتان * الخلاصة : إن هذا المشروع سيدمر مصر والأجيال، لأن من وضعه ومن اعتمده لا علاقة لهما بالتعليم أساسا…حرام عليكم البلد أمانة …ليس هذا تطوير بل تدمير .. !!