إنهم يطلبون منا، ولا نطلب منهم وينتقدوننا وننشغل بالدفاع عن أنفسنا فلا ننتقدهم بما ينتقدوننا به حتى، ويحاسبوننا ولا نحاسبهم حتى على نفس ما يحاسبوننا عليه.رغم أنهم أحوج إلينا منهم
إذا تأملنا أفكار نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل -المطلوب للجنائية الدولية لإبادته الفلسطينيين – التي كان يعدها لتكون عليه غزة بعد انتصاره المطلق الذي يسعى إليه على الفلسطينيين ويريد أن يعاونه العرب في ذلك
أقول إذا تأملنا أفكاره وخططه التي صرح بها سواء في خطاباته أو على صفحته أو في حواراته الصحفية ومنها حواره مع الصحفي الأميركي جيك شيرمان من موقع “بانتش بول نيوز” في رده على سؤال “ماذا سيحدث بعد نهاية الحرب في غزة؟”، نجد أربع نقاط كان ثالثها حسب قوله: عملية القضاء على التطرف التي ستبدأ في المدارس والمساجد، لتعليم هؤلاء الناس مستقبلا مختلفا عن إبادة إسرائيل وقتل كل يهودي على هذا الكوكب” طبعا المسلمون لا يؤمنون بقتل كل يهودي كما يقول وإلا لقاموا بقتلهم في الماضي.
هذا الكلام لنتنياهو عن تغيير المناهج وتجميل شكل إسرائيل – التي تبيد العرب وتسعى إلى استعبادهم – ليس جديدا ولا تقوله اسرائيل فقط بل أمريكا ويقوله أغلب الغرب ويضغط لتحقيقه بل تتابع أمريكا وإسرائيل والدول الغربية المناهج الدراسية في الدول العربية لترى مدى ما حدث فيها من تحول بل إن أمريكا فور سقوط الاتحاد السوفيتي أرسلت إلى عدة دول إسلامية تطالبها بتغيير مناهج الدراسات الدينية التي كانت أمريكا ترعاها بنفسها وترعى واضعيها ليكون التشدد أصلها ووجهتها فلما انتهى الهدف من وجودها قد انتهى وهو صناعة متشددين يشاركون في إسقاط الاتحاد السوفيتي .
الغريب أنه لا أحد يطالب هذه الدول الغربية بمثل هذه المطالبات .لذا كان من الطبيعي أن نجد الباحثين العرب والمسلمين يتجهون في دراساتهم الى تجلية ما عليه الكتب الدراسية الغربية والاسرائيلية من تصور للعربي والمسلم وكذلك الإسلام فكثرت الكتب التي تكشف زراعة الكراهية في نفوس الطلاب الاسرائيليين والامريكان وكثير من طلاب الدول الغربية تجاه الإسلام والمسلمين والعرب باعتبار الإسلام عدوًا يجب القضاء عليه وعلى كتابه القرآن الكريم الذي يدعو إلى الإرهاب والقضاء على الآخر كما يزعمون.
من الكتب والدراسات التي صدرت حول المناهج الإسرائيلية وصورة العربي فيها كتاب : “العرب والمسلمون في المناهج التربوية في إسرائيل ” للدكتور سعيد عبد السلام العكش والدكتورة علا عبد الوهاب علي. وقد صدر عن دار العالم العربي
والكتاب جاء في مقدمة وتفسير لأهمية الكتاب وهدف موضوعه ومنهجه ثم بابين وملاحق لصور وخرائط .
في الباب الاول تناول المؤلفان صورة عرب شبه الجزيرة العربية في المقررات التعليمية الاسرائيلية ثم الرؤية الاسرائيلية للعرب في شبه الجزيرة بعد ظهور الإسلام واليهود في ظل العروبة والإسلام.
أما الباب الثاني فيتناول دول الجوار العربية (جوار اسرائيل) في المقررات التعليمية الاسرائيلية وهي مصر والأردن وسوريا ولبنان
يقول المؤلفان في المقدمة أن انتقادات كثير من قبل أمريكا واسرائيل للمناهج الدراسية العربية فيما يتعلق بصورة أمريكا واسرائيل وهو ما يجب التدخل لتغييره..” فقد اعتبرت دراسة أعدتها مجموعة من الخبراء السياسيين الأمريكيين تم رفعها إلى جهاز الأمن القومي الأمريكي بعنوان: «الجوانب النفسية للإرهاب الإسلامي، أنه أصبح من الواجب إيجاد صيغة ملزمة للتعاون بين الدول العربية وأمريكا، فيما يخص مناهج التعليم والسياسة والإعلام والقبول بأدوار مشتركة من الطرفين، واعتبرت الدراسة أن الصورة السلبية عن أمريكا وإسرائيل هي التي تشكل البذرة الأولى للأفعال الإرهابية .
وتستمر المقدمة -رغم قصرها – في استعراض الهجوم والاستعداء على المناهج الدراسية العربية من خلال الدراسات والإعلام وغير ذلك من الوسائل فيؤكد المؤلفان أهمية دراسة المناهج الدراسية الاسرائيلية للوقوف على ما فيها من صناعة كراهية للعرب والمسلمين
وهو ما سوف نتناوله في مقالات أخري.