بعدما ادى اليمين الدستورية لولاية ثالثة مدتها ست سنوات ، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن مكافأة إضافية لمن ياتي برأس الرئيس الفينزويلي نيكولاص مادورو وصلت قيمتها لخمسة وعشرين مليون دولارا أمريكيا .
هذا ويعود السبب الرئيسي للمكافأة الإضافية إلى إرهاب المخدرات كما وصفته امريكا ، بحيث انها اتهمته خلال العام 2020 بترويج المخدرات والكوكايين كسلاح للإضرار صحة الامريكيين ، فضلا عن الفساد المستشري في فنزويلا .
فاعتى ديمقراطية في العالم لم ترض بديكتارتورية نيكولاص فضلا عن الانتقادات التي صاحبت حفل التنصيب والتي قادتها المعارضة الفينزويلية ، وقررت وقف حد لهذا النزيف الذي امضى اثنتي عشرة سنة ومازال مستمرا باتجاه 18 سنة .
وفي نفس السياق طالبت امريكا برؤوس اعوانه في الفساد ويتعلق الأمر بكل من وزير الداخلية ووزير الدفاع اللذين خصصت للإطاحة بهما او الإدلاء بمعلومات عنهما مكافآت تصل لخمسة عشر مليون دولار امريكي .
ليست امريكا فقط من تحارب لاجل الديمقراطية ومحاربة الفساد بفنزويلا إنما هناك أيضا بريطانيا التي اصدر قضاؤها عقوبات مختلفة في حق خمسة عشر من كبار المسؤولين الفينزويليين بينهم قضاة وامنيون وعسكريون .
جدير بالذكر انه سبق ايضا لكندا ان أدانت غير ما مرة ما يحدث في قلب فنزويلا من قمع للحريات ومصادرة للديمقراطية وحقوق الانسان وقالت انها لن تتسامح مع هذه الخروقات وفرضت عقوبات جديدة على النظام الفنزويلي .
وفي نفس السياق ، مدد الاتحاد الأوربي إجراءاته التقييدية ضد فنزويلا وفرض عقوبات مختلفة ضد خمسة عشر من كبار مسؤوليها بسبب “الافتقار إلى التقدم الذي يؤدي لاستعادة الديمقراطية وسيادة القانون” .
كل هذه الخطوات الامريكية والاوربية قوبلت بتنديد الرئيس الفنزويلي وحكومته الحالية ،واستمر في تحظيه لكل هذا الاتحاد الذي يقف له بالمرصاد محاولا وقف فساده .
ويذكر انه منذ تولي نيكولاص مقاليد السلطة بفنزويلا ، انطلقت دعوات دولية تتهمه بتقويض الديمقراطية وانتهاك حقوق الانسان ولقي موجة إدانة واسعة ومطالبات برحيله لكنه تحدى واستمر في فساده عبر تشكيل جمعية ذات صلاحيات تمكنه من حل البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة وقتما شاء .
وقد تسبب مادورو لفنزويلا في قتل اقتصادها وخلق تضخم غير مسبوق بالاضافة إلى نقص كبير في السلع الاساسية وركود اقتصادي لم تشهده فنزويلا من قبل .
السؤال المطروح هنا هو لماذا لا تهتم امريكا ولا اوربا بالديمقراطية في العالم العربي مع ان ما يحدث في الاخير من تجاوزات قد تمثل اضعاف اضعاف ما يحدث في فنزويلا .
الديمقراطية في العالم العربي ليست في صالح امريكا ولا الاتحاد الاوربي ، بل هؤلاء يسعون جاهدين لاستمرار الحال على ما هو عليه في كل الدول العربية لان من شان تحسن الوضع يضر بمصالح امريكا واورربا واستفادتهما من فساد العالم العربي اقضل بكثير من مما ستستفيدانه في حال صلاح اموره السياسية والاقتصادية والاجتماعية .