سيذكر التاريخ أن مصر أول من أدرك أن حكومة الاحتلال الاسرائيلى برئاسة بنيامين نتنياهو ستستغل هجوم حماس على مستوطنات غلاف غزة فى السابع من أكتوبر 2023 لإفراغ القطاع من سكانه, لذا دعت إلى عقد قمة القاهرة للسلام قبل مرور أسبوعين على بدء العدوان الاسرائيلى, واستقبلت فى 21 من أكتوبرثلاثين زعيما وقائدا, لتشرح لهم مخطط التهجير الاسرائيلى لأبناء غزة فى اتجاه سيناء, ومحاولات حكومة اليمين المتطرف استغلال الاحتياجات الإنسانية لسكان القطاع كورقة ضغط لتهجيرهم, ونجحت مصر فعلا فى إسقاط مخطط التهجير.
وتضافرت جهود مصر مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتثبيت هدنة فى اليوم ال48 من العدوان الاسرائيلى, بموجبها تم إطلاق سراح 50 محتجزا إسرائيليا فى غزة, وتحرير 150 فلسطينيا من سجون الاحتلال.
وفى ديسمبر 2023 قدمت مصر مقترحا لإنهاء الحرب, وفى مايو 2024 قدمت مقترحا آخر تم الأخذ ببعض بنوده, ومن بينها أن تكون الصفقة على ثلاث مراحل ضمن الاتفاق النهائى.
وشهدت القاهرة خلال شهرى فبراير ومارس 2024سلسلة من الاجتماعات تنوعت بين لقاءات الوسطاء, وجولات تفاوض غير مباشرة, بمشاركة ممثلين من حماس وإسرائيل, ولكن نتنياهو كان يتعمد إفشال أى اتفاق قبل إتمامه.
وفى مايو 2024 انضمت مصر رسميا للدعوى التى رفعتها جنوب أفريقيا ضد اسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بلاهاى للنظر فى انتهاكات قوات الاحتلال للقوانين الدولية فى عدوانها على غزة.
وعندما احتلت إسرائيل الجانب الفلسطينى من معبر رفح رفضت مصر استئناف العمل فيه, إلا بوجود الجانب الفلسطينى داخل المعبر, حتى لاتكون إدارة الاسرائيليين له مقدمة لاحتلال دائم للقطاع. كما رفضت مصر الإذعان لسيطرة الاحتلال على الجانب الفلسطينى من محور صلاح الدين.
ومع بدء العد التنازلى لسريان وقف النار, وصل وزيرا الصحة والتضامن الاجتماعى المصريين إلى العريش لتفقد الاستعدادات المتعلقة بنقل المساعداتالانسانية لغزة, وجاهزية المستشفيات بشمال سيناء لاستقبال الجرحى الفلسطينيين, وتفقدا أكثر من ألف شاحنة من المساعدات المحلية والعربية والدولية تم تخزينها فى مواقع لوجستية مجهزة.
والمحصلة أنه لولا المواقف المصرية الداعمة لغزة مااستطاع أهلها الصمود فى وجه آلة العدوان الاسرائيلية التى خلفت ملايين الأطنان من الأنقاض, ومايقرب من 10% من السكان بين شهيد ومفقود وأ سير وجريح.
رغم أنه لم يمرمن عمر الولايات المتحدة الأمريكية غير حوالى 250 سنة فقط, إلا أنها قضت 93% من عمرها بما يعنى 222 سنة فى الحروب المختلفة على الدول الأخرى واحتلالها فى أنحاء العالم كافة, أكثر من 90 حربا وعدوانا منها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية, وفيما يلى بعضا منها بعد الحرب العالمية الثانية فقط , ففى عام 1945 وما إن إنتهت الحرب العالمية، حتى قصفت الولايات المتحدة مدينتى هيروشيما وناجازاكى فى اليابان، وفقد حوالى 220 ألف شخص حياتهم نتيجة لإلقاء القنبلة الذرية، إذ قتل أكثر من 100 ألف شخص خلال القصف مباشرةً، والباقى فقدوا حياتهم (آوخر عام 1945), نتيجة للإشعاعات الضارة التى أُصيبوا بها, وفى عام 1947تم الهجوم على اليونان, وفى 1950كان الهجوم على كل من الفلبين, وبورتريكو. كما تورطت أمريكا فى الحرب الكورية, وفى 1952 تدخلت في إيران، وقامت المخابرات الأمريكية بالقضاء على حكومة “محمد مصدق” الوطنية، وإعادة شاه إيران, وفى 1954: أطاحت أمريكا بحكومة غواتيمالا بالقوة, وفى 1958تم الهجوم على كل من كوريا,ولبنان, وفى عام 1959جرى الهجوم على كل من بنما, ولاوس, وفى 1960تم الهجوم على هاييتى, وفى 1960تمت عمليات عسكرية ضد الأكوادور,وفى 1961 غزت القوات الأمريكية “خليج الخنازير” فى كوبا, وفى 1962 فرض الرئيس الأمريكى كيندى حصاراً بحرياً وجوياً على كوبا، لإجبار السوفييت على إبعاد صواريخهم الذرية عن الجزيرة, وفى 1965جرى الهجوم على بنما, وزجت “عقيدة الحرب”، المتأصلة في عقول وقلوب صناع السياسة الأمريكية، بجيش الولايات المتحدة الأمريكية في “حرب فيتنام”، التي مارس فيها الجيش الأمريكي أبشع الجرائم، ليس ضد الإنسانية وحدها.. وإنما ضد النبات والحيوان، عندما انهمرت السموم الأمريكية من الطائرات الأمريكية لتهلك الحرث والزرع والحيوان فوق كل الأرض الفيتنامية، وتنتهي الحرب عام 1975 رغم كل أسلحة أمريكا ووحشية جيشها، بهزيمة تاريخية لهم, وفى 1966 ألقت الطائرات الأمريكية الغازات السامة علي فيتنام, وجرى الهجوم على جواتيمالا, وفى 1967 ساعدت المخابرات الأمريكية جيش بوليفيا ضد المناضل الثائر “تشى جيفارا”، وتمكنت من اغتياله, وفى 1970 غزت أمريكا كمبوديا، واعتدت على “ممثل شرعيتها” الأمير سيهانوك، الشخص المحايد في حرب فيتنام، وأسقطته, وسلمت الحكم إلى حكومة ضعيفة موالية لها, وفى 1971 دعمت أمربكا أندونيسيا عسكريا ضد الفلبين, وفى 1972 قصف لاوس, وعام 1973زعزعت الولايات المتحدة الاستقرار فى تشيلي، واغتالت رئيسها المنتخب “سلفادور الليندى” المعارض لأمريكا، وأقامت حكومة ديكتاتورية عسكرية فيها, وفى 1980تم الهجوم على نيكارجوا , وتولي دونالد ريغان السلطة، وطرح مشروع “حرب النجوم”، وأمد الكيان الصهيوني بمساعدات مالية طائلة، وبنى له قوة عسكرية متفوقة في المنطقة العربية, وفى 1981 نشرت أمريكا صواريخها في كل أوروبا, وفى 1983جرت عمليات عسكرية ضد إيران, وفى 1986شهدنا التدخل العسكري في جرينادا, كما شهد 1988 الهجوم على ليبيا, وهجوما جديدا على الهندوراس, وفى 1989تم الهجوم على طائرة مدنية إيرانية، أدى إلى مقتل290 راكباً كانوا على متن الطائرة, وفى 1989تم غزو عسكرى ضد بنما, وفى 1991 تم إخماد الاضطرابات فى “جزر العذراء” البريطانية, وفى 1991تم العدوان على العراق, وجرى فى 1997العدوان على البوسنة ذات الأغلبية المسلمة وعام 1998: احتلال القوات الأمريكية للصومال، واستخدام العنف المفرط ضد مواطنيها العزل, وفى 1999 جرى الهجوم على السودان, وفى 2001 الحرب ضد يوغوسلافيا، تحت غطاء حلف شمال الاطلسى “الناتو”، واستمر القصف (78 يوما), ما أدى إلى انهيار يوغوسلافيا وتفككها, وفى 2001تم الهجوم على أفغانستان واحتلالها، تحت ذريعة مطاردة “تنظيم القاعدة”، وتبين لاحقاً أن أمريكا هى من جهزت وشكلت ومولت “القاعدة”, وفى 2003 الهجوم على العراق واحتلاله، دون تفويض من الأمم المتحدة, وفى 2011 الهجوم على ليبيا بعد قيام الثورة فيها، والإطاحة بالقذافى, وفى 2011 الدعم الرسمى للمجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا (داعش، جبهة النصرة، هيئة تحرير الشام،….. إلخ) , وفى 2015 عدوان أمريكا المباشر بكل الأسلحة المحرمة الدولية على السنة في العراق، تحت مبرر “مقاتلة داعش”, وفى 2018 إعلان “القدس” عاصمة للكيان الصهيوني ” إسرائيل.