ليس بمستغرب أن تجد إعلام المحتل يمتطى جواد الكذب، ويلاحق أصحاب الحقوق؛ ليبرر ما يرتكبه الكيان من اعتداءات متوالية، وخروقات للاتفاقيات، والهدن، والمعاهدات؛ فهذا من خصائصه الدميمة، التي تجعلنا لا نبالي بما يصدع من أكاذيب وافتراءات ضد مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي على وجه التحديد، الذى أكد رفضه مرارا وتكرارا أنه لا تهجير للفلسطينيين من أرضهم إلى مصر، وشدد “لا نشارك في ظلم لا يغفره التاريخ، ولا تمحوه الذاكرة”.
إن أكاذيب إعلام الكيان الصهيوني تستهدف التبرير لمزيد من الممارسات غير المشروعة؛ لتظل المنطقة بأسرها على صفيح ساخن؛ وتستمر النزاعات والحروب التي تجني من ورائها مكاسب، سوف تذهب أدراج الرياح في نهاية المطاف، ورغم توجيه آلة الكذب الإسرائيلية بكل مقوماتها وقدراتها تجاه الدولة المصرية وقائد مسيرتها؛ إلا أنها تعاني شتات في تلفيق التهم؛ وتزييف الواقع؛ الذي بات مرصودًا من العالم بأسره.
ستظل مصر وقيادتها حاملة راية السلم والسلام، وفي يدها سلاح القوة الذي لا يقهر المتمثل في الحق، وستبقى الدولة بمؤسساتها في حالة من التأهب والاستنفار من أجل حماية أمنها القومي؛ ولن تتقبل، أو تفرط في ذرة من رمل، ولن تتراجع عن موقفها، ولن ترتضي المزايدة، والقبول بأمر تفرضه جهات خارجية، مهما تفاقمت، وتعالت الأزمات والتحديات؛ فمصر السلام هي مصر القوية، التي تمتلك مقومات الدفاع والزود عن ديارها، وردع كل من تسول له نفسه من أن ينال من مقدراتها.
ما يبثه الإعلام الإسرائيلي ما هو إلا لغة من الصلف، أو الكذب والبهتان، الذي لا يوصف إلا بالسخيف في مكونه ومكونه؛ فما يصوره من أن مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي تستهدف توجيه العداء أمر عار من الصحة؛ لكنها تعمل على حماية أراضيها من أي اعتداء، أو استفزاز، أو تجاوز، أو خرق لحدودها؛ فمن نعيه وندركه جليًا أن إسرائيل في تاريخها القصير على تواجدها في المنطقة، لا تراعي، ولا تلتزم، ولا تصون، ولا تحافظ على عهد، أو ميثاق، أو اتفاق؛ ومن ثم يتوجب أن تقف البلاد، ورجالها في حالة من اليقظة، وهذا أمر مشروع للحفاظ على الأوطان من أي عدوان.
ما تعرضه قنوات الكيان الإسرائيلي من أباطيل وأكاذيب متواترة، وما تلقي به من اتهامات ترمي بها جزافًا أصحاب راية السلم والسلام، وما تريد به تشتيت الأنظار لأمور لا صحة لها على الإطلاق، إنما من باب فتح جبهات لنزاعات متتالية، واعتداءات مرتقبة؛ ومن ثم تمارس دور القاتل الذي يدعى براءته من كل ما اقترفه من محارق ومجازر شهد لها القاصي والداني، ووثقته وسائل الإعلام العالمية، وألقت به في ذاكرة الشعوب أبد الدهر.
إن ما يقوم به الإعلام الإسرائيلي من ادعاءات كاذبة في جملتها وتفاصيلها، لا يتقبلها عقل، ولا يقر بها منطق سليم؛ فما نشرته صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية من تقرير هاجمت فيه الدولة المصرية؛ حيث أظهرت صورة قديمة للرئيس عبد الفتاح السيسي وهو يصافح رئيس إيران الراحل إبراهيم رئيسي، يشكل ابتزازا قميئًا من هذا الإعلام غير المهني؛ فمصر تقف على الحياد من دول العالم بأسره، ولم يكن لها يومًا موالاة، ولا محالفة، مع أحد ضد الأخر.
وهذا الصلف والهوان والسقوط الإعلامي نراه مبررًا؛ لأن مصر العظيمة وقيادتها الحكيمة رفضت التهجير وخططه السوداء إلى سيناء تحديدًا؛ ومن ثم فإن ما نعقت به وسائل الإعلام العبرية من أباطيل وأكاذيب، لن يغير من معادلة سطرها التاريخ، وقبعت في وجدان شعب أصيل، وحافظت عليها قيادات مصر من جيل إلى أخر، وما يستحدث من أكاذيب أخرى لن تجعل مصر وقيادتها وشعبها الأبي ومؤسساتها الوطنية تغير من معادلتها التي تتسق مع قيمها التي تؤمن بها من الأبد.
ما نشهده من أكاذيب للإعلام الإسرائيلي متلون ضرب من الفجور وإلقاء التهم ونشر الأباطيل، وبهتان الحديث عبر ما يطلق من تصريحات تعد غير مسئولة، وفي ذات الوقت ممنهجة، وموجهة للنيل من القيادة السياسية صاحبة الكلمة والشرف، التي لم تحن لأحد، ولم تتآمر ضد أحد، ولم تتهاون في ترابها، ولم تفرط في مقدراتها، ولم تتوقف عن دورها التاريخي؛ من أجل نصرة القضية الفلسطينية؛ فما بذل من جهود وسيظل يبذل يشهد له المنصفون أصحاب العقول والألباب دون غيرهم من المضللين والأفاقين.
إن ما قامت به القيادة من الجهود المكثفة، وما أكدته من صورة الصمود، والإصرار على الموقف، الذي يتأتى من عقيدة راسخة، وإيمان عميق بالقضية الأم، لن يجعلها تتزحزح عن موقفها النبيل الذي شهد له القاصي والداني؛ فعبر المحافل والمنتديات والمؤتمرات واللقاءات لم تتغير مفردات الكلمات من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي قيد أنملة.
ستبقى مصر السند والداعم للقضية الفلسطينية، ولن تسمح القيادة السياسية المصرية بتصفية القضية الفلسطينية، ولن ترضخ لضغوط التهجير، وستقوم بكل ما من شأنه أن ينصر القضية الفلسطينية أم القضايا، ونقول بلسان مبين، إن التخطيط من أجل التهجير القسري لسيناء والذي خططت له إسرائيل بدقة متناهية مدعومة من كل قوى الظلم والعدوان، لن يحدث ولو بذلت من أجله الدماء والرواح؛ فمصر برجالها قدمت الشهداء من أجل عزتها وكرامتها وحماية وتحرير أراضيها، ولا يضيرها ولا يعيقها أن تعمل بكل ثقة على تكرار ذلك.
وهنا نعول على شعب أصيل لا يقبل أن يترك أرضه ويبقى ثابتًا متمسكًا صامدًا في وجه العدوان الغاشم؛ فندرك جميعًا أنه لا قضية بدون أرض يقطنها أصحاب حق أصيل، وعلى المجتمع الدولي أن يعي خطورة غض الطرف عما تمارسه إسرائيل وإعلامها المضلل؛ ونؤكد أن الضغط دومًا يؤدي إلى انفجار؛ فقد بات الشرق الأوسط في مرحلة من الغليان غير المسبوق، وأضحت الشعوب ممتلئة بالطاقة السلبية ضد هذا الكيان وإعلامه المجرم.
وفي ضوء ما ينشر وما يبث وما يذاع من ألوان الكذب والبهتان الإسرائيلي الذي يطلق من أبواقهم غير المهنية؛ نؤكد بأن القيادة السياسية المصرية صامدة ثابتة لن تحيد عن استكمال دورها التاريخي من أجل دعم القضية الفلسطينية؛ فقد قالت القاهرة كلمتها بفصاحة لسان مبين منذ اللحظة الأولى، واستمعت، واستوعبت، كل الوجدانيات إليها، وترجمتها المواقف الصامدة.
حفظ الله وطننا الغالي وقيادته السياسية الرشيدة أبدَ الدهر.