**عود حميد بفوز جديد ..وما يوم السبت ببعيد ..عاد فريق الأهلي من برج العرب بالاسكندرية بفوز عريض على الدراويش أسعد بلا شك الجماهير -القليلة عددا الكبيرة أثرا- والتي تجشمت عناء الخروج من دفء البيوت إلى ثلاجة عروس الثغر واطمأنت على فريقها قبل لقاء ابن العم الزمالك السبت القادم في قمة نرجوها حقيقية – هذه المرة – بعد أن أصبحت تطلق على مباريات تايوانية مع الاسف الشديد مثل مباراة اليوم التي حقق فيها الأهلى ما يريد وعاد إلى قمة الدوري الساخن، منتظرا لقاء بيراميدز المتصدر أمام مودرن سبورت غدا وليس الغد ببعيد.
**جاء الاسماعيلي للمباراة خائفا مرتعشا ،رغم محاولات مدربه الجديد عماد سليمان وإعطاء اللعيبة حبوب الشجاعة أمام أسد أفريقيا ، لكن يبدو أن مأسأة الدراويش ليست في مجرد في المركز المتأخر بالدوري (خصوصا وأن هذا التعثر لا يقتصر على الموسم الحالي) فالمشكلة أبعد من ذلك بكثير ،نقولها -بحب وصدق- لأننا من عشاق الدراويش -فاكهة الكرة المصرية وبرازيل مصر- الذين لا ينبغي أبدا أن يبقوا في هذا الوضع الغريب وأعتقد أن محور المشكلة ما اعتادته إدارة الإسماعيلي من بيع المواهب أولا بأول وبالتالي تقلصت قاعدة الموهوبين الذين يمكن الاستعانة بهم في الفريق الأول عند النضوج وفي نفس الوقت فإن أحباء الدراويش الحقيقيين تواروا من الصورة وتراجعوا عن تمويل الصفقات المهمة اللائقة باسم هذا الكيان الكبير.
**ورغم أن البعض قد يرى أن الوقت متأخر لكني أناشد كل من يهمه الأمر للتكانف بإنقتذ الفريق هذا العتم بعلاج نفسي حاسم وفعال وتشجيع حماسي بالسمسمية والأغاني الحماسية التي يجيدها أهالي القناة وبعدها يمنح الخبراء الفرصة لوضع روشتة للإنقاذ.
**هذا الاجتهاد لا يمنعني من القول أن المباراة التي جاءت من طرف واحد تقريبا شهدت محاولات لتخفيف النتيجة الثقيلة بحماس واضح للاعبي الظهر مع محاولات قليلة للتقدم للأمام ،جعلت لأول مرة الاستحواذ لا يعبر عن سير المباراة إذ كان للأهلي ٦٣% للأهلي مقابل ٣٧% للاسماعيلي لأنه لولا هذه المحاولات والروح الحماسية لكانت النتيجة أثقل كما تقترح نسبة الاستحواذ.
**باختصار شديد : لمسنا رغبة بين لاعبي المقدمة والوسط في الاهلي لإحراز فوز مريح وانتهى لتكون الأهداف المحققة والملغاة معبرة عن هذه الروح أبلغ تعبير وأتاحت أيضا الفرصة للوافدين الجدد لكي يظهروا في الصورة ولمحنا الإصرار يعود -ومعه الروح- للفانلة الحمراء وعلى سبيل المثال : لم ييأس حسين الشحات بعد إضاعته ضربة جزاء مستحقة وسجل هدفا جميلا تم إلغاؤه بدافع التسلل ثم أخيرا سجل الهدف الثالث الرائع للأهلي
سبقه مروان عطية بهدف الافتتاح بركلة جزاء في الدقيقة ٩ ذكرتنا بحبيب الملايين على معلول والثاني هدفا سحريا بتوقيع إمام الموهوبين ورجل المباراة عن جدارة واستحقاق بدعم من جراديشار السلوفيني الذي نشط هذه المباراة لكنه لم يسجل للأسف، واكتفى بالتغيير ليكون سببا للاطمئنان على القادم بقوة وسام أبو علي ونتوقع أن يدرجهما كولر معا في التشكيل في مباراة الزمالك القادمة بإذن الله.
**أما الهدف الرابع في الدقيقة ٨٧ فكان مسك الختام ومفاجأة سارة للجماهير التي دعت من الأعماق للكابتن الخطيب بالشفاء فهو مهندس الصفقة التي توجت بانتقال أحمد رضا لاعب بتروجيت الواعد إلى القلعة الحمراء ولعل هذا الهدف بداية تعارف إيجابي مع الجماهير المخلصة التي تدرك جيدا أن الأهلي صانع السعادة وأنه حتى لو مرض الفريق فهو ينهض مرة أخرى من جديد..
**ونختتم بالتهنئة المزدوجة لإمام عاشور أولا لاختياره مرة جديدة كلاعب للمباراة في رقم قياسي وثانيا لتصدره جدول هدافي الدوري بالإضافة لما لمسناه جميعا هذا اليوم من نكهة خاصة في الأداء والروح تجعله يستحق الحب والتقدير.
صالح إبراهيم
