عند وصولي إلى مطار كازابلانكا الدولي، كانت التجربة مختلفة عن أي مطار عربي آخر زرته من قبل. النظام، الدقة، والسرعة في الأداء، كلها عوامل جعلتني أشعر وكأنني في أحد مطارات أوروبا المتقدمة. الإجراءات كانت ميسّرة، التنظيم واضح، والموظفون يعملون بكفاءة وسرعة، مما جعل عملية الدخول إلى المغرب تجربة سلسة وسهلة.
حسن الاستقبال والترحيب كان عنوانًا آخر لهذه الرحلة، خاصة من وزارة الخارجية المغربية، حيث كان في استقبالنا ممثلة الوزارة الأستاذة خلود، التي أظهرت احترافية ولباقة في التعامل، مما عكس صورة إيجابية عن المغرب وشعبه.
لم يكن السفير المغربي في القاهرة معالي السفير الدكتور محمد ايت وعلى مخطئًا حين قال إن المغرب أصبح قطعة من أوروبا، فخلال الطريق من مطار كازابلانكا إلى العاصمة الرباط، لم أجد أي اختناقات مرورية، بل كانت الطرق منظمة، الإشارات دقيقة، والتحركات سلسة، مما جعل الوصول إلى الرباط سهلًا وسريعًا.
المغرب.. نظافة وتنظيم مبهر
أكثر ما لفت انتباهي هو الانتشار الكثيف للأشجار والمساحات الخضراء على طول الطرق والشوارع، مما أضفى على الرحلة مشهدًا حضاريًا راقيًا. والأمر المدهش أنني طوال الطريق لم ألحظ أي ورقة ملقاة على الأرض، ولا أي أثر للتلوث أو المخلفات، مما يعكس وعيًا بيئيًا عميقًا لدى المغاربة، إلى جانب الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة في الحفاظ على المظهر الجمالي للمدن.
الملك محمد السادس.. العمل لا الكلام
لم تكن هذه التطورات وليدة الصدفة، بل هي نتاج رؤية واضحة وعمل دؤوب تحت قيادة الملك محمد السادس، الذي استطاع أن يحوّل المغرب إلى نموذج تنموي متطور، ليس بالكلام، بل بالأفعال والمشاريع الكبرى التي جعلت المغرب يضاهي كبرى الدول الأوروبية في بنيته التحتية وتخطيطه الحضري.
رحلة إلى قلب التاريخ المغربي
في اليوم الأول من زيارتي مع الوفد الصحفي المصري إلى الرباط، كانت الفرصة سانحة لاكتشاف التاريخ العريق للمملكة المغربية. وهنا لا يمكنني أن أنسى دور الدكتور محيي الدين مرزوق، المستشار السياسي والإعلامي لسفارة المغرب بالقاهرة، الذي بذل جهدًا كبيرًا في التواصل والتنسيق لإنجاح هذه الزيارة، وإتاحة الفرصة لنا لرؤية الواقع المغربي عن قرب، بعيدًا عن الصور النمطية والتصورات المسبقة.
المغرب.. تجربة استثنائية تستحق الإشادة
بعد هذه التجربة الفريدة، يمكنني أن أقول بكل ثقة إن المغرب نموذج يُحتذى به في العالم العربي، حيث التقدم والتنظيم والتطور يسير جنبًا إلى جنب مع الأصالة والتاريخ. إنها دولة استطاعت أن تصنع مكانتها على الخارطة العالمية بفضل رؤية قائدها، وعمل شعبها، وإرادة حقيقية للتغيير.