الصحابي الجليل
الذي ذكر في القران الكريم
في قوله تعالى: “إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم” [التوبة: 40].
الصحابي الجليل هو
سيدنا أبو بكر الصديق ،،،،،،
اسمه عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي، ويلتقي مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في جده السادس مُرَّة، ويكنى بأبي بكر،
وهي من “البكر” (الفتي من الإبل).
ولد سيدنا أبو بكر – رضي الله عنه وأرضاه –
في 27 أكتوبر/تشرين الأول 573 م في مكة المكرمة ،
بعد مولد النبي عليه الصلاة والسلام بعامين و ستة أشهر .
والده يكنى بأبي قحافة وأسلم يوم فتح مكه ،،، وأمه سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب ، وهي ابنة عم أبيه ، وتكنى بأم الخير ، وقد أسلمت مبكرا عن أبيه ،
لماذا لقب سيدنا أبو بكر بالصديق ؟
تعددت الروايات في ذلك الامر ، فقيل إنه لقب به في الجاهلية لما عرف عنه من الصدق ،
وقيل إنه لقب به بعد حادثة الإسراء والمعراج لأنه أول من صدق النبي صلى الله عليه وسلم ،
وقيل إن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو من لقبه بالصديق في أكثر من مناسبة .
ومن القابة أيضا العتيق ،
وتختلف الأقوال في سبب ذلك، فقيل إن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو من لقبه به، لأنه قال” أنت عتيق الله من النار” فسمي عتيقا ،
وقيل أيضا إنه لقب به لعتاقة وجهه، أي لجماله، وقيل إن أمه كانت لا يحيا لها طفل، فعندما ولد سيدنا أبو بكر -رضي الله عنه- استقبلت به البيت وقالت “اللهم إن هذا عتيق من الموت فهبه لي”، وقيل أيضا إنه لقب به لنقاء نسبه وطهارته مما يعاب به.
نشأته ،،،،
وقد نشأ -رضي الله عنه- وترعرع في موطن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- بمكَّة المكرَّمة في بيت والده، وكان عزيزاً متواضعاً ذا مكانةٍ في قومه بني تيم، وهو من شرفاء مكَّة.كانت البيئة حوله مليئةً بالفساد، ولكنَّه كان سليم الفطرة عفيفاً، لم يتأثَّر ببيئة منتشر بها المنكرات ،
فكان ذو بصيرةٍ مُدركاً أن الخمر تُذهب العقل وتخدش المروءة فما شربها في الجاهلية ، ولم يسجد لصنمٍ قط،
فقد رأى أن ذلك يخلُّ بالفطرة السَّليمة ، ولم يقتل الأولاد خوفًا من الفقر، وكان -رضي الله عنه وارضاه- يتجنَّب مجالس قومه ولهوهم وإثمهم، فلم يجتمع معهم إلَّا في الأخلاق الحميدة والفضائل.
صفات سيدنا أبي بكر الصديق ،،،،
الصفات الخَلقيَّة
كان الصديق -رضي الله عنه- جميل الخِلقة، وقد وصَفته ابنته عائشة -رضي الله عنها- قائلة: “رجلٌ أبيض، نحيف، خفيف العارضين أجنأ -أي: منحني الظهر-، معروق الوجه -أي: قليل لحم الوجه-، غائر العينين.
الصفات الخُلُقيَّة
بالرغم من مكانة الصديق -رضي الله عنه- وقربه من الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- إلَّا أنَّه كان متواضعاً متأثّراً بأخلاق الرسول -عليه الصلاة والسلام-، ويتَّصف بالأخلاق الكريمة المحبَّبة لطبائع البشر، وقد كان لطيفاً رقيقاً رفيقاً رحيماً بالضعفاء والمساكين،
فقد قال الرسول -عليه السلام- عنه: (أرحمُ أُمَّتي بِأُمَّتي: أبو بكرٍ)،
فكان القوم يحبُّون مجالسته لحسن معاشرته لهم، وحسن منطقه، ورزانة عقله، عُرف بلينه وكرمه وسخائه ، كان صدقه يدلُّ عليه، فما شهد القوم عليه كذبًا قط، وكان رجلاً وقوراً ذا عزَّة وهيبه ، عظيم الحياء، كثير الحِلم، اجتمعت فيه -رضي الله عنه- أفضل الأخلاق وأرفعها.