أبشع مايحدث أن يتملك الجاهل زمام التعليم، هذا ماقصده كلام السيد عمرو موسى فى وصف وزير التعليم، بأنه غير متعلم أو جاهل، مما جعلنى استدعى صورة العملاق طه حسين الذى شغل هذا الموقع وجعل التعليم كالماء والهواء، بينما يدار الآن حسب الأهواء، وسط حفلات الطبل بالإعلام الجهول ، فهل هذا استخفاف بالمواطن ؟! ونتجاهل أكبر خبراء التعليم المصريين فى العالم، ونهين تخصصاتهم وجهودهم الفائقة إلى هذه الدرجة.. لتثار لنا مقولة أن الجاهل يختار الأجهل، والأحمق يختار الأكثر حماقة ..تلك كارثة اخذتنا فى طريق مغلق ومظلم مع انطفاء نور الإبداع، وتخريح جيل بلا هوية قومية أو دينية، أرى إن أفلت هؤلاء بحكم الواقع أو المواقع بهدم التعليم وبالتالى للوطن، فلن يفلتوا من مطاردة التاريخ لقرون هم وأحفاد أحفادهم. عمرو موسى بتاريخه الكبير وزيرا للخارجية وأمينا لجامعة العرب، لا بد أنه حكم حكما سليما من خبرات عميقة لا تأتى لأحد من جيله أو جيلنا، انتقد قرارات الوزير فى طريقة تغيير نظام الثانوية العامة. وصفها بأنها غير مدروسة وغير معقولة، وأنه يطبق قرارات تناسب المدارس الخاصة ذات الإمكانات العالية، فيطبقها على المدارس الحكومية ذات الإمكانات المعدومة، مع حجب الاعتمادات التى تنهض بالتعليم ، وذلك دون الرجوع للمتخصصين والخبراء ثم بحث طويل وتجربة، ويجد ضرورة نقض تلك القرارات أمام القضاء، واصفا الوزير بافتقاد الحنكة والحكمة بقوله للمصريين أنه سينفذ أفكارا (من نفسه) دون الرجوع حتى للبرلمان الذى تقاعس عن دوره الوطنى حصنا للشعب، ولم يتحرك لمناقشة الوزير، ووصف موسى قرارات الوزير بأنها تكشف أنه “غير متعلم” أو جاهل، وأنه غير جدير بالثقة ** كنت اتمنى أن يرد الوزير أو الوزارة على هذا الكلام ، لعل شيئا مهما غاب عنا . الخبراء أكدوا أن مايحدث جنون وتخبط لا يحدث فى دولة بحجم مصر وتلاعب بها وشعبها وتاريخها ! مصر منارة العلم والتعليم دخلت نفقا مظلما بدرجة جريمة فى حق مستقبلها، بما لا تتحمله قيمتها الكبيرة فى القرن 21 ، ولنحتكم بما يدور فى المدارس بالتركيز على الواجبات بكراسة الطالب وتحويل الحصة لنقل الدروس يوميا، بما لايسمح بالشرح والتعلم بل جعل أعمال السنة 70% فى يد المدرس عمليا بالكامل، تمنح للطالب لينجح دون دخول الامتحان، فلم تعد المذاكرة والتميز فى التعليم مقياسا للأسف وأصبح على المدرس أن يسدد خانة المجهود اليومى بوضع درجات نجاح .. وبررها البعض بأن الوزير أصلا لم يثبت حصوله على أى تعليم وهذه إمكاناته ! الغريب أن رئيس الوزراء وافقه على تلك القرارات، كما لو انها لعبة تسلية وليست مستقبل أجيال، وبلا أسس أو تجربة حقيقية . إلا أن تأتى كارثة . فأصبحنا نستورد كل شئ .. ماذا بقى بعد ذلك؟! إنه الجنون بعينه.
