نشأ مراهقا فهلويا شهوانيا ضامر الضمير فاشلا دراسيا ، نجح بالغش بعد تعثره عدة مرات ،أصبح محاميا ،لم يترك ثغرة في القانون إلا وأضاع بها حقوق خصوم موكليه ،منتصرا لباطل إدعاءتهم ، ستره الله وأنجاه من الطرد من النقابة والشطب ، ولكنه لم يتعظ،زين له سوء عمله ، سادرا في غيه ، يقتات الحرام مستلذا متفاخرا بنباهته وحنكته ،حتى حرم عماته من ميراثهم لجده ، وبعض من أبناء أعمامه ،وكله بالقانون ، صار علما كمحام فاسد ، احترف شراء ذمم الموظفين والحجاب والسعاة والمحضرين فيرحبون به أشد الترحيب أمام موكليه فيعزز مكانته في نفوسهم ، ابتلاه الله بمرض السكر وتداعياته ولكنه ماض في سلوكياته الصحية فتتساقط أسنانه، ويضعف بصره ، ومامن رادع إذ أعتبره الفاسدون حجة في تضييع حقوق خصومهم ، اتقاه كل من حوله مخافة تلفيقاته ، قاطعته شقيقاته واعتبرنه ميتا ، هجره ابنه وهجر مهنة المحاماة حين سمع المحامون في غرفة النقابة بأحد المحاكم يذكرون أفعاله القذرة ساخرين منه متهكمين ،حمد الله أنه لم يعلموا أنه ابن لذلك الزميل الذي يسخرون منه ، وخاصة أنه كان متخرج حديثا ،وكانت تلك أول مرة يذهب لينهي إجراء ما في تلك المحكمة ، لملم أوراقه وقام بالهجرة بعيدا عن البلاد، توفيت زوجته حزنا على فراق ابنها ،أما بناته فلم يتقدم للزواج منهن أحد، إذ طغت سمعته وغطت على أى محاسن فيهما، أصيبت إحداهما بمرض نفسي فأودعها أحد المصحات الحكومية العقلية ليطويها النسيان ،والأخرى تركته لتقيم بعيدا عنه عند جدتها لأمها محملة إياه سبب عنوستها لسوء سمعته ، ويقضي بقية عمره مستشار سوء لآكلي حقوق العباد ، وحيدا منبوذا .
