مقالة علمية
يعتبر شاطئ حنكوراب في مصر، جنة طبيعية في البحر الأحمر، مُعرّض لخطر داهم! هذا الساحل البكر، المعروف بمياهه الصافية وشعابه المرجانية النابضة بالحياة وحياة بحرية نادرة، مُعرّض للخطر بسبب خطط التنمية غير المستدامة التي قد تُلحق ضررًا لا رجعة فيه بنظامه البيئي الهش. فهذا الموقع المشهور عالميًا بالسياحة البيئية والغوص، والذي يحتضن الشعاب المرجانية النادرة ومناطق تعشيش السلاحف البحرية المهددة بالانقراض، أصبح الآن معرضًا للخطر بسبب مشروع تجاري يستفيد منه القطاع الخاص على حساب البيئة وحقوق الناس. وإذا حلمتَ يومًا بزيارة هذه الجنة الطبيعية، فربما يكون شاطئ حنكوراب (المعروف أيضًا باسم شرم اللولي) حيث يقع شاطئ حنكوراب في محمية وادي الجمال الوطنية بالقرب من مرسى علم، وهو امتداد ساحر من المياه الفيروزية الصافية، والرمال البيضاء النقية، والشعاب المرجانية النابضة بالحياة. ويُعرف شاطئ حنكوراب غالبًا بـ”جزر المالديف المصرية”، ويحتل باستمرار مكانة بين أفضل الشواطئ عالميًا، حيث يجذب السياح البيئيين والغواصين وهواة الغوص من جميع أنحاء العالم. لكن هذه الجنة ليست هادئة هذه الأيام – يواجه شاطئ حنكوراب تهديدًا خطيرًا، والوقت ينفد. حيث يتم تنفيذ جميع الأنشطة المسموح بها في شاطئ هانكوراب وفقًا للقوانين البيئية واللوائح الحالية في قانون البيئة 4/ 1994 وبشكل صارم، مما يضمن توافقها مع أهداف المنطقة المحمية دون الإضرار بموائلها الطبيعية.
ماذا يحدث في حنكوراب؟
في 9 مارس/آذار، أوقف الاتحاد المصري للغرف السياحية جميع الزيارات إلى شاطئ حنكوراب فجأةً. ورغم أن وزارة البيئة عزت ذلك رسميًا إلى ضرورة إعادة تقييم ممارسات الإدارة، إلا أن تطورات مقلقة سرعان ما برزت. ودقت العديد من المنظمات البيئية ناقوس الخطر، معلنةً أن شاطئ حنكوراب معرض لخطر جسيم بسبب التعديات غير القانونية ومشاريع البناء غير المرخصة التي تُدار من قِبل مصالح خاصة.
كنزٌ تاريخيٌّ غنيٌّ وأهميةٌ بيئية
تاريخيًا، حظيت حنكوراب بتقديرٍ كبيرٍ لجمالها الطبيعيّ البكر وتنوعها البيئيّ. ,تمّ الاعتراف بها رسميًا عام ٢٠٠٣ كجزءٍ من محمية وادي الجمال الوطنية بموجب قرار رئيس الوزراء رقم ١٤٣، وقد أُديرت بعنايةٍ لتحقيق التوازن بين السياحة والحفاظ على البيئة. وعلى مرّ السنين، حظيت حنكوراب بإشادةٍ دوليةٍ من منصاتٍ مثل TripAdvisor وLonely Planet، لتصبح حجرَ أساسٍ للسياحة المستدامة في مصر. فإلى جانب جمالها الخلاب، تلعب حنكوراب دورًا محوريًا في الحفاظ على البيئة. تُعدّ شعابها المرجانية موطنًا لمجموعةٍ واسعةٍ من الكائنات البحرية، وتُشكّل أرضًا حاضنةً مهمةً للسلاحف البحرية المهددة بالانقراض. و شاطئ حنكوراب يُعد موطنًا للسلاحف البحرية (الترسا)، وهي مهددة بالانقراض في مصر بسبب غياب برامج إكثارها وحماية بيضها وضمان وصول ذريتها بأمان إلى البحر بعد الفقس، ويقتصر الاهتمام حاليًا على إنقاذها وإعادتها للمياه، خلافًا لما يحدث في دول أخرى كالصين. وإنّ الحفاظ على هذا النظام البيئيّ لا يقتصر على الحفاظ على جماله فحسب، بل يشمل أيضًا حماية التنوع البيولوجيّ للأجيال القادمة.
لماذا يُعرّض شاطئ حنكوراب للخطر؟
-السياحة الجماعية والبناء قد يُدمّران الشعاب المرجانية الهشة
– التنمية غير المُنظّمة تُهدّد التنوع البيولوجي البحري
– غياب الحماية البيئية يُعرّض هذه العجيبة الطبيعية للخطر
الأثر الاقتصاديّ والسياحيّ: فشاطئ حنكوراب ليس جوهرةً بيئيّةً فحسب؛ إنها أيضًا مصدرٌ اقتصاديٌّ هام. تدعم السياحة البيئية في حنكوراب سبل العيش المحلية، وتُدرّ إيراداتٍ حيوية، وتُعزز صورة مصر الدولية كوجهةٍ سياحيةٍ مستدامةٍ رائدة. إنّ خسارة حنكوراب بسبب التطوير غير المُنظّم لن تُدمّر نظامها البيئيّ الهشّ فحسب، بل ستُلحق الضررَ أيضًا بسمعة مصر، وستُؤثّر سلبًا على الاقتصاد المحليّ الذي يعتمد بشكلٍ كبيرٍ على السياحة المسؤولة. ومن أجل النضال من أجل إنقاذ شاطئ حنكوراب يُحشد النشطاء والسلطات المحلية والمواطنون المعنيون جهودًا حثيثة لحماية هذا الكنز الطبيعي. وقد باشرت نيابة القصير تحقيقات رسمية، وأمرت محافظة البحر الأحمر بإزالة المباني غير القانونية فورًا.
مع ذلك، يُعدّ تكثيف الضغط الشعبي والتوعية الدولية أمرًا بالغ الأهمية لضمان تطبيق هذه الإجراءات بفعالية.
كيف يُمكنك المساعدة؟ صوتك مُهم في حماية شاطئ حنكوراب:
1. نشر الوعي باستخدام شعار #أنقذوا_شاطئ_حنكوراب.
2. المطالبة باتخاذ وتطبيق إجراءات حكومية فورية وشفافة المعمول بها في قانون المحميات الطبيعية المصرية رقم 102 لسنة 1983 وقانون البيئة المصرى رقم 4 لسنة 1994 واللائحة التنفيذية له.
1. دعم الالتماسات والمبادرات التي تقودها منظمات بيئية مثل جمعية حماية البيئة في مصرلدعم الحفاظ على تلك الكنوز الطبيعية في مصر.
وتواجه مصر الآن خيارًا حاسمًا: إما حماية هذا الكنز الطبيعي الذي لا يُعوّض، أو المخاطرة بفقدانه إلى الأبد. إن حماية شاطئ حنكوراب لا تقتصر على الحفاظ على الجمال الطبيعي؛ بل تشمل حماية كوكبنا، ودعم المجتمعات المحلية، وضمان تمتع الأجيال القادمة بسحر جنة مصر الخفية
.بقلم: ا.د/ عاطف محمد كامل أحمد-سفير النوايا الحسنة- مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس أستاذ ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس ورئيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان – مؤسس المحميات الطبيعية في مصر-عضو اللجنة العلمية والإدارية لإتفاقية سايتس- وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة- المستشار العلمى لحديقة الحيوان بالجيزة-الأمين العام المساعد للحياة البرية بالإتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية- جامعة الدول العربية ورئيس لجنة البيئة بالرابطة المغربية المصرية للصداقة بين شعوب العالم