مازلنا نكتب وسنظل نقول عن البلطجة وانواعها التى زادت عن الحد فى هذه الفترة من حياتنا واصبحت ظاهرة تهدد الامن الاجتماعى بل الامن القومى والاستقرار فى المجتمع الى ان يقف الجميع دولة وشعب ونواب وتعليم وازهر واوقاف وكنائس واسر امام مسئوليتهم فى التصدى لهذه الظاهرة واعادة الامور الى ما كانت عليه فى المجتمع المصرى القديم
تحدثنا سابقا عن البلطجة الاخلاقية وامس شرحنا البلطجة السياسية وبلطجة الاشاعات والتهديد والادعاء بالباطل على الناس واستغلالهم واليوم نتحدث عن نوعين اخرين من البلطجة التى زادت عن الحد بل اصبحت ظاهرة مستدامة وعلامة بارزة فى مجتمعنا فيها تضيع الحقوق وتسلب الاوصاع وينقلب الاحوال
الظاهرة الاول بلطجة الرشوة التى اصبحت ادمان وسط طوائف الشعب فلا قضاء مصالح او الحصول على حق الا بدفع الرشوة ووضعوها تحت مسميات غريبة تارة شاى وتارة عمولة وتارة حلاوة وتارة فتح مخك تاكل ملبن وتعتبر الرشوة من كبائر الذنوب ايضا مثلها مثل كل انواع البلطجة فقال الله عز وجل سماعون للكذب اكالون للسحت وقال تعالى لا تاكلوا اموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها الى الحكام لتاكلوا فريقا من اموال الناس بالاثم وانتم تعلمون
وقال رسول الله صل الله عليه وسلم لعن الله الراشى والمرتشى وما ادراكم بلعنة الله عز وجل
ومن رحمه الشرع ان بلطجة الرشوة التى يتوصل بها المرء الى الحصول على حقه او لدفع ظلم عن نفسة او ضرر وهى طريقه الوحيد فانها جائزة شرعا عند الجمهور ويكون الاثم فيها على المرتشى دون الراشى اما الرشوة التى تدفع لاغتصاب حقوق او الحصول على غير المستحق او تحويل دفة القانون دون وجه حق فهى اللعنة التى تصيب الراشى والمرتشى
النوع الثانى من البلطجة المالية هى بلطجة الواسطة والمحسوبية وهى الشفاعة التى قد تكون شفاعة حسنه وهى واسطة تعين على الخير دون اعتداء على حق الاخرين او تقديم من لا يستحق التقديم وهى مشروعة دون اضرار او ضياع حقوق اما واسطة البلطجة فهى الشفاعة السئية لانها تعين العبد على الشر وتضيع الحقوق وبها ياخذ من لا يستحق ممن لا يملك وبالواسطة ينال المرء ما لايستحق وتضع الشخص الغير مناسب فى المكان الغير مناسب وترفع من لا يستحق وتخفض من يستحق وفيها تضيع الحقوق وتسود الفوضى مما يؤدى الى ضعف الاداء فى الوظائف او شغل المناصب واعتلاء اهل الواسطة دون اهل المسئولية والكفاءة ونرجع نولول ونبكى ونشتكى ولا نعطى العيش لخبازه على راى المثل واصبح المواطن فى مصر كل همه هذه الايام اما دفع الرشوة او ايجاد الواسطة وكلها بلطجة تضيع الحقوق وترفع وتخفض الناس بلا ضمير او اساس وكاننا اصبحنا الان فى غابة بلا قانون او ضمير
البلطجة لم تعد مطوة وسنجة وطبنجة بل وصلت الى الضمير والاخلاق واصابتها فى مقتل بالرشوة والواسطة والاشاعات والمال السياسى فلنحاول ولنجتهد ونتعلم كمجتمع كيف نتصدى لكل هذه الانواع من البلطجة وهى مسئوليتنا جميعا كلنا مسئولين ولن اقول كلنا فاسدون وليست المسئولية للدولة وحدها فاليد الواحدة لا تصفق ولن يفرض الضمير وتعود الاخلاق بقانون ولكنها تعود بالتعليم وتصحيح المفاهيم وكل مسئول يؤدى دورة كما يجب ان يكونفلنبدء مرة اخرى من الصفر ربما تنصلح الاحوال باذن الله تعالى
مش كده ولا ايه