أعلم ياسيدي يقينا كم وكيف المسؤليات الملقاة على عاتقكم أعانكم الله عليها وسدد على طريق الحق خطاكم ،ولكن لنا عليكم لوم وعتاب،وكما تعلمون فالعتاب نوع من المحبة والتقدير اكثر من كونه هجوم وتعدي على الحدود ،فمقامكم محفوظ ومكانتكم مُصانة، ولكن حين يتصل الأمر بالأمن النفسي والانفعالي المجتمعي ،
يصبح لزاما على صانع القرار حينئذ من الرجوع لأهل التخصص لإستشارتهم ومن ثم اتخاذ القرارات بهم ومعهم وهو مافعله فخامة رئيس الدولة حفظه الله في دعوته الكريمة لأهل التخصص من ضرورة التدخل في تنظيم قضية الدراما المصرية التي شابها العديد من الآثار السلبية في المرحلة الحاليه،خاصة في تشويهها لملامح الشخصية المصريه واظهار اسوء مافيها والابتعاد عن الجوانب الايجابيه التي تميزها وهى بالقطع كثيرة ومتنوعةوعتابي لكم يامعالي دولة رئيس الوزراء يكمن في عدة نقاط محددة،هل كنتم في حاجه لتوجيه رئاسي يدق ناقوس الخطر للمخاطر الجمه التي تنشأ نتيجة هذا الغزو الدرامي الرهيب الغريب المغترب عن كل ثوابت الشخصية المصرية، لكي تبدأون بعدها في حركة البحث عن كيفية إعداد اللجان والهيئات والمؤتمرات الإعلامية والفنية والثقافية لمراجعة الأمر ومن ثم الخروج بالتوصيات ..الخ أين كان السادة وزراء الثقافة والفنون والشباب والتضامن وغيرهم ممن يحملون على عاتقهم مهمة الحفاظ على الأمن النفسي للمواطنين والحفاظ على هويتهم من التدمير والتشويه إن التوجيه الرئاسي برغم ما استقبلته الجماهير الغفيرة من اهل المحروسة بالحب والقبول غير المشروط، بقدر مايحمل في ثناياه.رسالة تلميحية وليست تصريحية باخفاق وقصور السادة الوزراء المعنيين بحمل ملفات الثقافة والفن والمرأة والطفوله والاعلام وغيرها في مصرنا العزيزة ، ولنا أن نتخيل يامعالي دولة رئيس الوزراء ماذا لو لم يصرح فخامة الرئيس بهذا التصريح الأكثر من رائع جماهيريا، هل كنا سنكون كما كنا ، ومن ثم يبقى الحال على ماهو عليه دون تعديل أو تغيير أو تبديل؟ والسؤال الآخر المترتب على الأول لماذا لم يتجه الوزراء المعنيين بملفات الثقافة والفن والاعلام وغيرهم للتحرك من تلقاء أنفسهم بحكم الطبيعة النوعية لملفاتهم الوزارية للتدخل وإحداث الفارق الايجابي المستهدف قبل التوجيه الرئاسي ،إلا يعني ذلك وجود نوع من اللامبالاة والتراخي من جانبهم والسؤال الأخير والأهم كيف يمكن الاطمئنان إلى رؤاهم التطويرية والتحديثية عندما تقررون تشكيل لجان للمتابعة ،اليس هم نفس الأفراد الذين كانوا يباركون ويوافقون من قبل على الوضع قبل اظهار سلبياته ومضاره من قِبل فخامة رئيس الدوله، الأمرياسيدي لايحتمل أكثر مما نادى به فخامة رئيس الدوله بشكل تصريحي وليس تلميحي وهو الاعتماد على أهل التخصص لذا نحن في انتظار تكليفكم لمراكز البحوث العلمية في جميع جامعات مصر ،بدراسة الأمر بشكل علمي حيادي موضوعي،وتقديم المؤشرات المستخلصة لصانع القرار ،بعيدا عن الوجوه المألوفه التي اعتدنا رؤيتها في جميع المواقف والمناسبات (معاكم معاكم) (عليكم عليكم)هل سنجد في تلك المناسبه تجسيد وتنشيط للهدف من وجود مراكز البحوث في الجامعات المصرية،نتعشم ذلك
مجردخاطره
أستاذ علم النفس السياسي جامعة عين شمس
