كتب جدعون ليفي في “هآرتس” اليوم عن جرائم أخرى تُضاف إلى المسلسل المعروف.. إنها “جرائم الغالبية العظمى من وسائل الإعلام الإسرائيلية”.
يقول:
“إسرائيل تنتهك اتفاقا دوليا موقَّعا، عن علم وبشكل متعمّد، وتبدأ بهجوم وحشي وغير محدود على قطاع غزة. في الضربة الأولى تقتل أكثر من 400 شخص، بينهم 174 طفلا. إسرائيل نفسها تعترف بأن الهدف هذه المرة ليس الإرهابيين، بل المدنيين.. جريمة حرب معلنة. القتل من أجل القتل، من أجل تجديد الحرب، من أجل الحفاظ على الحكومة، بعد أن امتلأت سلة الانتقام والعقاب منذ وقت طويل بعد 7 أكتوبر”.
يضيف (وهنا جوهر فكرته):
“لا شيء من ذلك سيُذكر في الغالبية العظمى من وسائل الإعلام الإسرائيلية”. وطبعا لا شيء عن مشاهد القتل والتدمير في غزة.
يختم بالقول:
“قتلتم، طردتم ودمّرتم؟ على الأقل شاهدوا ذلك. من أين تأتي الجرأة لعدم نشر ذلك، ومن أين تأتي الفجاحة لعدم الرغبة في رؤية ذلك؟ اقيموا احتفالات بوجود كل يتيم غزاوي مُصاب، احتفلوا بكل بيت تمّ تدميره، اضحكوا على كل أب يُقبّل جثة ابنه، استمتعوا بكل معاق في كرسي متحرك، غنّوا “سحقا سحقا”. ولكن على الأقل أظهروا ما فعلناه. شاهدوا ما نفعله بهم”. (انتهى).
بعد “الطوفان” كشف الغُزاة عن بشاعتهم بلا رتوش.. لعبة الدعاية التي مارسوها طوال عقود، داسوها بأقدامهم، وكشفوا وجههم البشع، وفي الأثناء راحوا يصرخون ضد كل من يدينهم، ويستنجدون بالعالم كي يحميهم من “اللاساميّة، لكن صراخهم لم يعد مجديا.. لقد كان هدير الدّم الفلسطيني أقوى من كل الأكاذيب، ولو حجبتها وسائل إعلامهم.