كتب عادل البكل
يُعد شهر رمضان المبارك في المغرب مناسبة دينية واجتماعية مميزة، تجمع بين الأجواء الروحانية والتقاليد العريقة التي تناقلتها الأجيال. يبرز هذا الشهر الكريم بأسلوب حياة خاص يعكس القيم الإسلامية وروح التضامن بين المغاربة.
الأجواء الروحانية واستقبال رمضان
يستعد المغاربة لاستقبال رمضان بروحانية خاصة، حيث تبدأ الاستعدادات قبل حلول الشهر المبارك بأيام، فتُزين المساجد وتُنظف البيوت، ويزداد الإقبال على الأسواق لشراء التمور، التوابل، والمواد الأساسية لتحضير الأطباق الرمضانية التقليدية.
في الليلة الأولى من رمضان، تعلن دار الإفتاء المغربية عن رؤية الهلال، وتُسمع أصوات المدافع التقليدية في بعض المدن إيذانًا ببدء الشهر الفضيل. كما تعم المساجد أجواء إيمانية مع أداء صلاة التراويح التي تشهد إقبالًا كبيرًا من الرجال والنساء والأطفال.
العادات الغذائية وأشهر الأطباق الرمضانية
يشتهر المطبخ المغربي خلال رمضان بأطباقه الغنية التي تجتمع حولها العائلات مع أذان المغرب. ومن أبرز الأطعمة:
الحريرة: حساء مغربي تقليدي غني بالخضار، العدس، والحمص، وهو طبق أساسي على المائدة الرمضانية.
الشباكية: حلوى مغربية مقلية تُغطى بالعسل والسمسم، تُقدم مع الحريرة.
البغرير والمسمن: فطائر مغربية تقدم مع الزبدة والعسل.
التمر والحليب: عادة مغربية أصيلة لبدء الإفطار بطريقة صحية وخفيفة.
الجانب الاجتماعي وروح التكافل
رمضان في المغرب ليس مجرد صيام عن الطعام والشراب، بل هو شهر التضامن والتآزر. تنتشر موائد الرحمان في الشوارع والأحياء الشعبية، حيث تُقدَّم وجبات الإفطار للفقراء والمحتاجين. كما يُقبل المغاربة على التبرعات والمبادرات الخيرية، من توزيع المؤن الغذائية إلى دعم الأسر الفقيرة.
التقاليد الرمضانية المميزة
النفار: شخص يحمل بوقًا تقليديًا ويجوب الأحياء قبل الفجر لإيقاظ الناس للسحور.
المدفع الرمضاني: يُستخدم في بعض المدن المغربية كإشارة لموعد الإفطار.
ليلة القدر: تحظى بقدسية خاصة، حيث يحرص المغاربة على إحيائها بالصلاة والذكر، ويُلبس الأطفال الزي التقليدي احتفالًا بوصولهم سن الصيام.
يظل شهر رمضان في المغرب مناسبة استثنائية تجمع بين الروحانية، العادات المتوارثة، وأجواء الألفة بين العائلات والمجتمع. فهو شهر يعكس القيم الدينية والتقاليد التي تُضفي على الحياة طابعًا خاصًا يميز المغرب عن غيره من البلدان الإسلامية.