تُعد شواطئ العين السخنة ملاذًا لقاطني القاهرة، والمحافظات المجاورة، أو المتاخمة لها؛ ومن ثم يتوجب علينا تقديم الرعاية والحماية لتلك الشواطئ بشكل مستدام؛ فجميعنا يدرك أن هذه الشواطئ لها مزايا متفردة؛ حيث يعلوها الهدوء، ودرجات الحرارة المعتدلة على مدار العام؛ لذا فهي وجهة رائعة للسياحة المصرية على تنوعاتها الداخلية والخارجية؛ بالإضافة إلى أن قضاء وقت ممتع بشواطئها غير مكلف في بعضها.
أزمة الشواطئ لها شقان، الأول منها يكمن في التلوث البيئي، جراء المواد البترولية الناجمة عن ممارسات غير قويمة، سواءً من مراكب الصيد، أو من بعض سفن الشحن، وهنا نتساءل عن مسئوليات الجهات المعنية، من وزارة البيئة المصرية؛ فحرصنا على النماء الاقتصادي ينبغي ألا يتعارض مع مقدراتنا السياحية الثمينة؛ فالتكامل في جني الثمار أو المنافع، من ثوابت استراتيجية الدولة المصرية ورؤيتها.
الشق الثاني نرصده بعين مجردة؛ حيث الصخور التي قد تضير بمن يرغب في السباحة، أو حتى نزول الماء في مهد الشاطئ، أو بمن يتريض على قدميه، وهنا قد تواجه القرى السياحية صعوبة في إجراءات إزالة تلك الكتل الصخرية، التي لا تضير بوضعية الشواطئ، وتخلق تهديدًا لتجريفها؛ فالأمر هين؛ إذ تسهيل إجراءات التمهيد، وكذلك تدشين العديد من ممشى الشواطئ، أو ما نسميها مارينا، وهذا بكل تأكيد يعمل على الجذب السياحي، ويضفي جمالًا على شواطئ القرى السياحية في العين السخنة.
وما تمت الإشارة إليه لا يعني التدخل في مجال العمل الدقيق الخاص بالمحافظة على مقدراتنا السياحية بشواطئنا الساحرة؛ لكن مجرد إلقاء الضوء على ما نشاهده من مناظر غير مرضية، سواءً تمخضت عن تلوث لكثير من الشواطئ، أو طفح بروز معوقات تضير بالسائحين، والراغبين في قضاء وقت ممتع، قد يتحول لمعاناة، ونفور من تلك الأماكن الطبيعية جميلة المكنون والمكون.
هناك منتجعات وفنادق وقرى سياحية متفردة بالعين السخنة؛ لكن ينقصها صيانة مؤسسية؛ فلا مجال لاجتهادات يتم القيام بها، دون رقابة من الجهات المعنية؛ فوجود القوانين المنظمة، تجعل الجميع يترقب الممارسة المنضبطة، التي تقوم بها الوزارات المصرية المنوط بها تلكم الأمور؛ ومن ثم نجدد النداء والاستغاثة؛ من أجل أن تنهض هذه المنطقة السياحية المهمة؛ كي يزداد روادها وقاصديها.
الدولة المصرية في عهد فخامة الرئيس دشنت بنية تحتية لها مواصفات غير مسبوقة، سواءً أكانت في الطرق، أم شبكات الكهرباء، أم المشروعات العملاقة؛ لذا ينبغي أن تتناغم مجهودات وزارات الدولة حيال هذه الإنجازات العظيمة؛ فدعوى سيادة الرئيس دومًا تنبري حول فلسفة الاتقان، وبذل الجهود المستدامة؛ من أجل تحقيق غايات الوطن، وإعماره، وتوفير جودة الحياة؛ لشعب عظيم يستحق؛ ومن ثم نطالب بشكل صريح بمزايا منحتنا إياها جمهوريتنا الجديدة، في عهد قيادة سياسية رشيدة.
نتطلع أن نرى شواطئ العين السخنة، تتسم بالصفاء، والنقاء، والأمان؛ فلا يوجد عليها ما يسبب العثرة، أو الامتعاض؛ لتصبح ممهدة، تمارس عليها كافة الأنشطة الترفيهية والرياضية؛ فمن يتجول في منطقة العين السخنة، يستشعر مناخها الرائع، وشمسها الساطعة، ونسيم البحر المنعش، وصورة الجبال المبهرة التي تحيط بها، ولون المياه الزرقاء، تلكم المقومات كفيلة لتحقيق متعة قضاء الوقت، الذي يعيد الطاقات الإيجابية للزائرين، في كافة فصول العام.
اعتقد أنه لا خلاف حول منظر شواطئ، يكسوها مخلفات بترولية، تحولها من لونها الذهبي، إلى لون أسود يضير بالمشهد، ولا ترغب في أن تراه العين، ولا يتقبل إنسان أن تلامس ملبسه، أو بدنه؛ فما أصعب من أن يغادر السائح مكانه بسبب ما ذكرناه؛ لذا لا نكل ولا نمل من التذكير بمسئوليات، تقع على عاتق مؤسسات، وليست أفرادًا؛ فالأمر يعني الدولة ومصلحتها العامة، ولا يتقوقع في بوتقة مصلحة خاصة.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس
كلية التربية بنين بالقاهرة _ جامعة الأزهر