بمناسبة توجيه رئيس الجمهورية إلى وجوب مُراعاة الأعمال الدرامية لقِيَم المجتمع المصري وأخلاقه، فقد وجَب على الكُتَّاب وصُناع الدراما وكل صُنوف الفن، أن يسلكوا سُبُلَ الغَوص في أعماق الأدب وروح المعاني، ليصلوا بها إلى ضفة الشِفاء مما لحق بها من أدران الفِكر فيما مَضى.
أن يَغوصوا في مآربها يُرافقوا الناقص منها حتى يكتمل، ويَتلاشَوا في الجميل منها الذي اكتمل. ويُنحُّوا جانبا – مهما كان العائد أو الثمن- ذلك الموصوم بوَسْم الإخلال بحياءِ العين أو الأذُن، أو ما يدعو إلى الجُرأة على أحكام الدين والقِيم.
أن يُصادقوا الألفاظَ الشاردة عن أصلِها حتى يُعيدوها إلى جُذورها القويمة، مَصبوغةً بالجمال الهادئ، ولَون الحَداثة المواكِب لطبيعة العَصر، بما يَتسقُ مع الأخلاق والعادات المصرية الطيبة.
أن يَقبضوا على كل حِوار عارٍ من الحياء، ليُعيدوا صياغته وتطهيره من أدران الفِكر غير اللائق بمُجتمعنا وقِيمنا.
في هذه الفترة الحساسة من عُمر الوطن، وما يُحاكُ حَولنا من شُرور تستهدف مصرنا الحبيبة، نحن أحوج ما نكونُ إلى التعبُّدِ بالحب في جَوف حانةٍ عجَّت ذاتَ يوم بيتامَى الفِكر، وسُكارَى الطمَع ولُقطاءِ الحَداثة.
لا يجبُ - أبدًا - أن نتركَ للظلام مُهمة التربُص بنا ليُجرَّ النشءَ جرًا إلى الالتواء، أو إلى قاع لُـجَّةٍ من إهدار القِيم وتَزيين أعمال العُنف وتلك المنافية للأخلاق، بل وللقانون، وإلا صار المجتمع وليمةً لآكلي فُضول العُقول الفارغة، الموصومة أفكارهم بوَسْم السذاجة، وهوَس الشهرة، ومرض الادعاء، ولحقت به لعنة سَرَت ببطءٍ شديدٍ في دماء الأدب، وكيان الفن، مُحاولةً اغتياله، وطمس هوية كل من يسعَى بفكره إلى إنعاشَ الأدب والفن، وبَعْث الحياةِ فيهما من جديد.
إنَّ كشف الواقع كما يدعي بعض من جنحوا إلى غير السبيل القويم، لا يعني أبدًا إظهار المجتمع وكأنه أصبح غابة، وإنْ كان هذا لازما دراميا – كما يزعمون - فلنُظهر العلاج الشافي لما انكشَفَ من بعض السوءات، ولنقُبحها ونُفندها، لا أن نُبديها كأنها ما صرنا إليه.