انعقد مؤخرا منتدى بوآو الآسيوي 2025 في مقاطعة هاينان بجنوبي الصين، والذي استضاف أكثر من 50 نشاطًا حول مواضيع مثل “توقعات الإصلاح والاقتصاد في الصين” و”تطوير موانئ التجارة الحرة العالمية”. وفي الوقت الحاضر، وعلى خلفية تزايد عدم اليقين في التعافي الاقتصادي العالمي وارتفاع المخاطر الجيوسياسية والتحديات التي تواجه عملية العولمة، فإن انعقاد منتدى بوآو لا يثبت فقط تصميم الصين على تعزيز التعاون وتوسيع الانفتاح، بل يرسل أيضا إشارة واضحة إلى أنه يوفر زخما للاستقرار والتنمية في آسيا والعالم.
وأظهر تقرير صادر عن المنتدى أن معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي المرجح في آسيا من المتوقع أن يصل إلى 4.5% في عام 2025، وهو أعلى من المتوسط العالمي، مما يسلط الضوء على مرونة الاقتصاد الآسيوي. وعلى الرغم من التحديات مثل تعديلات سلسلة التوريد وتقلبات أسعار الطاقة، تواصل البلدان الآسيوية قيادة النمو الاقتصادي المستدام بفضل سلاسلها الصناعية القوية والطلب القوي في السوق. إن الصين باعتبارها أكبر اقتصاد في آسيا، تجاوز معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين 5% في عام 2024، حيث ستوسعت سوق الاستهلاك المحلي وتطورت الصناعات عالية التقنية والطاقة الجديدة وغيرها بسرعة، وتمثل التجارة البينية الإقليمية للصين 58% من إجمالي التجارة في آسيا، والذي يشير إلى أن اتجاه التكامل الاقتصادي الإقليمي يتعزز، مما يوفر زخما جديدا للانتعاش الاقتصادي العالمي.
لقد أصرت الصين دائما على تعميق الإصلاح وتوسيع الانفتاح في مواجهة الوضع الدولي المعقد والمتغير باستمرار. ومن المتوقع أن ينمو الاستثمار المباشر الخارجي للصين بنسبة 9.3% في عام 2024، وازداد عدد الشركات الأجنبية المستثمرة حديثا بنسبة 30% على أساس سنوي، كما يتم تخفيف قيود الوصول إلى السوق بشكل أكبر في مجالات مثل التمويل والرعاية الطبية والتصنيع الراقية. ويجعل الطلب القوي في السوق والسلسلة الصناعية الكاملة من الصين خيارًا مهمًا للشركات العالمية لتوسيع أعمالها. وبأخذ مركبات الطاقة الجديدة كمثال، زادت صادرات الصين من مركبات الطاقة الجديدة بنسبة 80% في عام 2024 ومع حصة سوقية عالمية تجاوزت 30%، حيث لا يعمل هذا الاتجاه على تعزيز التحديث الصناعي المحلي فحسب، بل يساعد أيضًا على التحول الأخضر العالمي.
ويعتبر بناء البنية التحتية واستقرار سلسلة التوريد دعامات مهمة لتعزيز النمو الاقتصادي العالمي. على مدى العقد الماضي منذ طرح مبادرة الحزام والطريق، قد وقد شارك فيها أكثر من 150 دولة ومنظمة دولية، ومع استثمار تراكمي يتجاوز 1.5 تريليون دولار أميركي. قد تجاوز حجم التجارة بين الصين ورابطة دول جنوب شرق آسيا 900 مليار دولار أمريكي في عام 2024، مما يجعلها أكبر شريك تجاري لرابطة دول جنوب شرق آسيا، فتوفر الصين بيئة تعاون أكثر استقرارا للسوق العالمية من خلال تعزيز الاتصالات المتبادلة.
ويشهد نظام الحوكمة العالمية الحالي تغيرات عميقة، ويقوى صوت بلدان الأسواق الناشئة ويصبح التعددية إجماعا. ويركز منتدى بوآو هذا العام على قضايا الحوكمة الاقتصادية العالمية، مؤكدا على تعزيز تنسيق السياسات والحفاظ على استقرار سلسلة التوريد العالمية والدعوة إلى نظام اقتصادي دولي عادل ومعقول ومعارضة الحمائية. وتعتقد الصين والدول الآسيوية الأخرى أنه يتعين عليها الالتزام بالانفتاح والتعاون، واغتنام الفرص التي جلبتها التغيرات التكنولوجية اليوم، وتوسيع الصناعات الناشئة والمستقبلية من خلال تعزيز التعاون الدولي في الابتكار العلمي والتكنولوجي، مما يحقق الارتقاء الصناعي العالي المستوى والتنمية الاقتصادية الخاصة بها.
وتشكل التنمية الخضراء أيضًا موضوعًا مهمًا في هذا المنتدى، والتي أصبحت اتجاهًا مهمًا للتعافي الاقتصادي العالمي. من المتوقع أن يرتفع الاستثمار العالمي في الطاقة المتجددة بنحو 20% في عام 2024، مع مساهمة الصين بأكثر من 40%. ولا تعمل الصين على تعزيز التحول الأخضر المنخفض الكربون فحسب، بل تساعد أيضا البلدان النامية على بناء مشاريع الطاقة المتجددة من خلال نقل التكنولوجيا والدعم المالي، مما يعزز التنمية المستدامة المحلية.
إن انعقاد منتدى بوآو في عام 2025 من شأنه أن يعزز العلاقات التعاونية بين الصين والعالم. وقد أصبح المنتدى منصة مهمة لبناء التوافق وتعزيز التعاون مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن التعافي الاقتصادي العالمي، ومن خلال هذه المنصة، لم تتثب الصين للعالم موقفها الثابت بشأن تعميق الإصلاح وتوسيع الانفتاح فحسب، بل تقدم أيضا خطة للتنمية المشتركة والازدهار المشترك. وفي المستقبل، ستواصل الصين تعزيز الحوكمة الاقتصادية العالمية الأكثر عدالة ومعقولية، والعمل مع الدول الأخرى لمواجهة التحديات، وخلق مستقبل أفضل.
اعلامى صيني