المسرح الغامر ((غمر الجمهور في العرض)) ذلك الذي يُزيل المسرح و الحاجز أو الجدار الرابع، ويهيئ بيئة حميمة وتلاحم تُتيح للجمهور والممثلين التواصل من خلال القصة، وبذا يميز نفسه عن المسرح التقليدي عن طريق إزالة المسرح و((غمر الجمهور )) داخل الأداء نفسه في كثير من الأحيان، ويتم تحقيق ذلك باستخدام موقع معين (موقع محدد)، مما يسمح للجماهير بالتحدث مع الجهات الفاعلة والتفاعل مع محيطهم (التفاعلي)، وبالتالي كسر الجدار الرابع.، وقد ارسى قواعده فيلكس باريت الذي وصفوه بصاحب الرؤية الذي أعاد اختراع المسرح،كان أسلوب المسرح الغامر الحديث رائدًا في المملكة المتحدة من قبل فرقة Punchdrunk، التي أسسها فيليكس باريت في عام 2000، بعد دراسته في قسم الدراما بجامعة إكستر.
ولما كان المسرح “أبو الفنون ” نشأ تفاعليا وهو سر استمراره كفن راسخ ، ولايوجد أي عرض مسرحي بلا تفاعلية، ولذا لا أتفق مع الرأي المتناقض القائل بأن (المسرح الغامر والمسرح التفاعلي ليسا بالضرورة مترادفين؛ المسرح الغامر قد لا يحتوي على عناصر تفاعلية على الإطلاق؟؟؟؟؟؟!!!!!!!، والمسرح التفاعلي قد لا يكون غامرا بالمعنى الأساسي) وخاصة أن المسرح الغامر كشكل متميز لم يحدد مناط تميزه عن المسرح البريشتي الملحمي كسر الإيهام وإزالة الحائط الرابع ،بل إن الأشكال الحديثة للمسرح الغامر لديها بمجموعة تعريفاته على اتساعها والتي تتضمن عدة مفاهيم ، كل على أساس درجة ونوع المشاركة الموجودة بين الممثلين وجمهورهم،في جوهرها مفاهيم مثل تأثير الجمهور، والمشاركة، والبنيات الاجتماعية والأدوار، والمشاركة، وكلها تعتمد على درجة المشاركة اللازمة لتقدم الأعمال. على الرغم من أن العديد من النقاد يجادلون بأن كل الفن يتضمن مستوى معين من التعاون بين مبدعه ومشاهده، يصل بسماح المسرح الغامر أن يعطي الوكالة للجمهور للمشاركة في تغيير السرد أثناء العرض والذي يختلف على مستوى النص لكل جمهور ومن مكان عرض لآخر
ويتفق المسرح الغامر مع المسرح الملحمي في:
- أن الجمهور من المتوقع أن يلعب مستوى ما من الدور النشط في العملية الإبداعية للعمل، وإمكانية اتخاذه العديد من الأشكال اعتمادا على درجة مشاركة الجمهور، بدءا من الاعتراف الصريح بحضور الجمهور، إلى حرية الجمهور الكاملة في الاختيار في تحديد السرد.
-يكون التفاعل في المسرح الغامر أكثر نجاحًا عندما يوجد التوازن المناسب للحرية الإبداعية لأعضاء الجمهور والهياكل السردية الموضوعة عليهم.
ولذا أري أن المسرح الملحمي الأسبق والأشمل وليس هناك من داع للتمييز بينه وبين المسرح الغامر، فهما كوجهي عملة واحدة .
