دائما وابدا نتعلم من الحكم والقصص والنوادر التى قصها وحاكاها اهلنا فى الريف من قديم الزمان فاصبحت منهج حياة ومسار تعليم بعيدا عن بهرجة المدن وما يسموه المدنية والاتيكيت المزيف
ومن اجمل هذه القصص اشترى رجل حمار لاول مرة فى حياته ومن شده فرحته بالحمار اخذه معه الى سطح البيت وصار الرجل يدلع الحمار ويريه مساكن القبيلة من اعلى السطح حتى يتعرف على الشوارع والدروب فيسهل له التحرك وحده ولا يتوة عندما يبدء فى العمل
وعند مغيب الشمس اراد الرجل ان ينزل الحمار من على سطح البيت لادخاله مكانه الطبيعى وهو الحظيرة فحزن الحمار ولم يقبل ورفض النزول فالحمار اعجبه السطح وما فيه وقرر ان يبقى فوقه
حاول الرجل ان يقنعه مرات عديدة وحاول سحبه بالقوة اكثر من مرة لكن الحمار رفض وثبت اقدامة بين جدران السطح واحتج وصار يرفس وينهق باعلى صوت فى وجه صاحبه عمل مظاهرة حميرية
اهتز البيت كله والسقف الخشبى المتاكل للبيت العتيق اصبح عاجزا عن تحمل حركات الحمار ورفساته فنزل الرجل مسرعا ليخلى زوجته واولاده خارج المنزل
وخلال دقائق انهار السقف بجدران البيت ومات الحمار فوقف الرجل عند راسه وهو مضرج بدمائه وقال والله الغلط مش منك لان مكانك الطبيعى فى الحظيرة وانا الغلطان لاننى صعدت بك الى السطح
من القصة نستخلص من الصعب انزال الحمير الذين تم ايصالهم لمكان غير مكانهم الحقيقى ولا يلام الا من اوصلهم لذلك المكان فعند تعيين اناس غير مناسبين فى مواقع القرار فلا عجب من انهيار المنظومة وتصدع البيوت وخطاء القرار
وعندما تساعد شخص وترتفع به وتضعه فى مكان غير مكانه وتعلى من شانه فينقلب عليك وتكون اول من يطعنه بخنجر الشهرة والخسة والنداله ويعمل راسه براسك
الحمير كثرت على اسطح منازلنا حتى تزعزعت دعامات امم واوطان فهل من وسيلة لانزالها لان من يصعد السطع بغير وجه حق لا يقبل ان ينزل قبل ان يهدم البيت كله
مهلا ايها الحمار مهما ارتفعت وصعدت فمكانك فى النهاية حظيرة الحيوانات
مش كده ولا ايه
