اسئلة عديدة صعبة ومعقدة واحيانا في غاية السهولة تفرضها التداعيات المتلاحقة على الساحة عربيا ودوليا وهي اسئلة لا يمكن الفكاك او الهرب منها لانها ستظل تلاحق الجميع تحت السماء وفوق الارض العربية اينما كانوا..
يتصدر الاسئلة هل هناك امل في صحوة عربية حقيقية هذه المرة بعد ان بات اللعب على المكشوف وان العرب كل العرب على فوهة البركان الذي يلقي بالكثير من الحمم الملتهبة وعلى وشك الفوران الكامل..الامور تزداد اشتعالا والعواصف على اشدها يمينا وشمالا شرقا وغربا والقوى الدولية في حالة غير مسبوقة من الصراع المتصاعد والمتنامي على امتداد قارات العالم الست وبلا حسابات او ضوابط او حتى كوابح لاقانونية ولا انسانية ولا دبلوماسية..الفجر والعهر السياسي بلغ اقصى مدى وتجاوز كل حدود اللامعقول السياسي والانساني..
خريطة الصراعات الدولية ممتدة متشابكة شديدة التعقيد.. وفي البؤرة منها المنطقة العربية فهي الاكثر سخونة والاشد استهدافا واللاعبون فيها هم الاشد خبثا ومكرا وصلفا وغرورا ووصلوا الى مرحلة وظنوا او حسبوا ان لن يقدر عليهم احد!وظنوا انهم مانعتهم حصونهم بعد ان اهانوا واستهانوا بكل شيئ من اكبر مؤسسة دولية وهي الامم المتحدة ومحكمة العدل الدولية الى اصغر جماعة اوفصيل سياسي وحتى جعلوا القانون الدولي مجرد حبر على ورق لا وجود له ولا اثر حتى بات جميع المجرمين وخاصة مجرمي الحرب المدانين والمطلوبين للعدالة الدولية يخرجون لسانهم له وللعالم الحر ان كان موجودا بالفعل!!
في ظل هذه الاجواء هل مازال هناك امل في تحرك عربي جاد ولو لمرة واحدة يحفظ للعرب ما تبقى من كرامة ويحميهم من حلفاء السوء واصدقء الش المستطير الذين يتربصون بهم كل الدوائر؟!!
هل يفكر العرب بجدية في طريق لاتقاذ ما يمكن انقاذه بعد ان كشر العدو عن انيابه وخرج عن السيطرة بفضل دعم الحليف المشترك والصمت الدولي المزري واطلق لنفسه العنان يعربد ويقتل ويدمر ويبيد البشر والحجر بلا رحمة او خوف او اعتبار لاي شيء..
أم ان العرب اصبحوا جثة هامدة واستسلموا للمخططات التى تحاك لهم بالليل والنهار وعلى قارعة الطريق دون اي اعتبار.. فلم يعد هناك غرف مغلقة او اشياء يتم الاتفاق عليها من وراء ستار لم يعد هناك امور حساسة او غير حساسة لم يعد هناك شيئ مقدس ديني او وطنى كل شيئ معرض للانتهاك والتدنيس لا حساب لا عقاب لا رادع ..هذا ما يفعله بنو صهيون الان بكل جراة ووقاحة على مراى ومسمع من العالم..انهم يعلنون بكل وقاحة انهم يعيدون رسم الخريطة في المنطقة ويرفعون خرائط التقسيم علانية خاصة الدول الكبرى المحيطة بالكيان الصهيوني على الاقل كل دولة منها تقسم الى ثلاث دويلات ومنزوعة السلاح ولا تملك اي نوع من القوة يمكن ان يشتم منه ان فيه تهديد لامن الكيان او اي يشكل خطرا على وجوده.. تنفيذا لسياسة انشاء مناطق فراغ استراتيجية حول الكيان غير محدد الاطار والحدود والذي يتم ابادة الشعب الفلسطيني علانية بكل السبل ومحاولة تهجير من تبقى الى اي مكان في العالم من اجل ضمان راحته والمستوطنين المهاجرين من اصقاع الارض..
اتصور انه رغم قتامة المشهد الا انه تبقى بوارق الامل والرهان على ما تبقى من كرامة العربي ونخوته وشهامته والتى تابى وترفض قبول الذل والمهانة خاصة عندما يبلغ السيل الزبى او تفيض المواجع عن الحد..
بوارق الامل موجودة مع مواقف وطنية حقيقية تنطلق من قلب العروبة القاهرة وعلى لسان القيادة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسي صراحة وعلانية رغم استمرار الضغوط وتوالى الاغراءات تقول لا بكل قوة وتصر على حماية الحق العربي بكل السبل المتاحة..
بقايا النخوة العربية كفيلة باحياء الامل في دحر الظلم والطغيان ووضع حد لما قد يظنه العدو الفرصة السانحة لتحقيق اطماعه وفرض احتلاله بالقوة حتى ولو ارتكب ابشع جرائم الابادة ضد الانسانية..
هل يمكن ان تتحرك النخوة والشهامة العربية حقيقة؟1
نعم ولما لا.. فقد جاوز الظالمون المدى..وربما يشجعها فضلا عن انهم اصحاب حق اصيل واجب الدفاع عنه..ما يحدث من مواجهة على الساحة الدولية للغطرسة الامريكية المتصاعدة والتى تضرب في كل مكان وبلا حسابات الاصدقاء والحلفاء والاعداء .. المواجهة الحالية اوروبيا وصينييا وعلى كافة الاصعدة ربما تحرك الشعور العربي والتوجه نحو الرفض القاطع لاي ظلم وتجاوز والانضواء تحت لواء وقاعدة لماذا تقبل النية في ديننا ووطننا؟
خاصة وان الاعداء لا يفتأون يصرحون بهلاوس دينية واحلام توراتية ما انزل الله بها من سلطان ويرفعون رايات وشعارات صليبية صريحة وكم من مسئول امريكي كبير صرح بان ما يجري هو امتداد للحروب الصليبية في القرون الوسطى والاشارات الصليبية كثيرة بدءا من احاديث ترامب نفسه ولجنة الايمان التى تحركه في البيت الابيض برئاسة القسيسة بولا وايت والتى عينها في البيت الابيض ومن وزير الدفاع الذي يعلن ضرورة هدم المسجد الاقصى وبناء الهيكل المزعوم في حقبة رئاسة ترامب ووزير الخارجية الذي رسم الصليب على جبهته في لقاء لدعم اسرائيل وحروبها للابادة في المنطقة العربية..(وهذا موضوع جد خطير سنعرض له بالتفصيل لاحقا باذن الله).
الحركة الدولية الرافضة للغطرسة الامريكية من ناحية والمتماهية مع الاحتلال الصهيوني من شأنها ان تثير كوامن الحركة لدي الشعوب والمنظمات العربية ويعزز تحركها ويقظتها للمواجهة وانقاذ ما يمكن انقاذه ..وما ذلك على الله بعزيز..
والله المستعان..
megahedkh@hotmail.com