il.com
المتربصون بالوطن لا يخجلون من محاولاتهم الفاشلة اليائسة لالقاء الغبار على كل ما يحدث فى مصر حتى ولو كان مشرفا أو يضيف جديدا لاسم مصر ومكانتها.. فى وقت تنهار فيه مكانات دول وتقل اسهمها على الخريطة العالمية .
من بين الأحداث التى شهدتها مصر خلال الأيام الماضية وتضيف لمكانة مصر . . زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون لمصر .. وهى زيارة تستحق أن نقدم
التهنئة لكل من فكر وخطط ووضع برنامجها.. فقد حققت تلك الزيارة مكاسب عديدة للدولتين الكبيرتين فى وقت حساس تحتاح فيه كل دولة منهما الى مزيد من الدعم السياسي والاقتصادى والعسكرى فى ظل تحالفات دولية، وتحديات تواجه التجارة العالمية بعد قرارات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بمضاعفة الرسوم الجركية على دول العالم، وفى ظلم استمرار العدوان الاجرامى وحرب الإبادة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى الأعزل على مرأى ومسمع من العالم.
لقد جاء توقيت الزيارة (ضربة معلم ) كما يقول المثل المصرى.. فالتوقيت كان مهما للغاية، حيث تزامنت مع زيارة مجرم الحرب الصهيونى الى البيت الأبيض، ولقائه الرئيس الامريكى الداعم الأول له فى حربه القدزة على الشعب الفلسطينى، واستمرار الحملات العسكرية الصهيونية وقتل العشرات من الأطفال والنساء يوميا ولذلك كان اتصال الرؤساء الثلاثة بالرئيس الامريكى محاولة إنقاذ مهمة لارواح من تبقي على قيد الحياة ودون إصابة من الفلسطينين..ومحاولة جادة لمنع المجرم الصهيونى من تسويق المزيد من أفكاره العدوانية لدى الإدارة الأمريكية.
ثانى النتائج المهمة لهذه الزيارة أنها أكدت للجميع أن مصر ليست دولة معزولة عن العالم، وأن تمتلك علاقات سياسية واقتصادية وعسكرية جيدة مع العديد من دول العالم غربا وشرقا، وأمامها بدائل جاهزة لعقد صفقات تعاون عسكرى مع دول متقدمة عسكريا وعلميا فى مجال التصنيع العسكرى، وهى رسالة مهمة للإدارة الأمريكية التى تدلل العدو الصهيونى طوال الوقت، وتمنحه ما تعتقد أنه يضمن له التفوق العسكرى .. وكان لاستقبال طائرات الرفال الفرنسية الصنع- التى تمتلكها مصر الآن ضمن اسطولها الجوى العسكري- لطائرة الرئيس الفرنسي ومرافقتها لطائرته فى الأجواء المصرية دلالة مهمة ورسالة واضحة لجميع المتربصين بمصر، وقد أعلن الرئيس الفرنسي من القاهرة استعداد بلاده لتقديم المزيد من الطائرات والمعدات العسكرية المتطورة الى مصر.
على الجانب التجارى وقعت مصر مع فرنسا فى حضور الرئيسين صفقات تجارية مهمة، ومذكرات تفاهم تمهد لمزيد من التعاون التجارى بين الدولتين، وهو أمر مهم فى وقت يعيش فيه العالم الى علاقات تجارية متوازنة، وتحتاج فيه كافة الدول الى تعاون ثنائي واقليمى لمواجهة التحديات والقرارات العشوائية التى صدرت عن الادارة الأمريكية بمضاعفة الرسوم الجمركية على كل دول العالم.
لقد أكد خبراء الاقتصاد أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر، حملت أبعادًا سياسية واقتصادية وثقافية وتنوعت محاورها بين توقيع اتفاقيات اقتصادية وتنموية، والترويج للسياحة، إلى جانب تأكيد عمق العلاقات بين البلدين ودور مصر المحوري في المنطقة، حيث تم (ترفيع) العلاقات المصرية الفرنسية الى مستوى الشراكة الاستراتيجية في ظل ظرف شديد الصعوبة يواجه كل الاقتصادات العالمية وبشكل خاص طائفة الاقتصادات الناشئة التي من بينها الاقتصاد المصري، ويتزامن هذا مع الصدمة التي أصابت الأسواق العالمية، جراء قيام الإدارة الأمريكية الجديدة بفرض حزمة من التعريفات الجمركية على أكثر من 180 دولة حول العالم ودفعة واحدة وبمعدلات مرتفعة وغير مسبوقة، مما عزز من سعي كافة الدول نحو عمل اتفاقات شراكة استراتيجية وخلق تكتلات اقتصادية لمواجهة التطورات الحادثة على المشهد الاقتصادي العالمي.
وشدد خبراء السياحة أن زيارة الرئيس الفرنسي لمنطقة الحسين وخان الخليلي والمتحف المصري الكبير تمثل أكبر دعاية وترويج للسياحة المصرية، خاصة أن الرئيس الفرنسي كان يسير بجوار الرئيس السيسي في شوارع الحسين وخان الخليلي وسط شعب مصر وزحام المنطقة الشديد ما يؤكد أن مصر تتمتع بالأمن والأمان والاستقرار وهذه رسالة للعالم كله رغم ما يعانيه العالم من توترات جيوسياسية وتحديات كبيرة، وهذا بالتأكيد سوف يسهم في زيادة عدد الوفود السياحية إلى مصر خلال الفترة المقبلة.
لا شك أن تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا في مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية والثقافية والتعليمية وغيرها، يسهم في زيادة حجم الاستثمارات الفرنسية في مصر، إضافة إلى زيادة حجم التبادل التجاري بين الدولتين، بعد تعميق العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، خاصة أن الرئيس الفرنسي رافقه عدد كبير من رؤساء الشركات الفرنسية العاملة في قطاعات النقل والاتصالات والدفاع والطيران المدني والطاقة وغيرها.. وكشفت المناقشات أن هناك رغبة من الجانب الفرنسي في ضخ استثمارات فرنسية في شرايين الاقتصاد المصري للاستفادة من المزايا التي تقدمها الدولة المصرية للمستثمرين لاسيما في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، علما بأن حجم التبادل التجاري بين مصر وفرنسا قد ارتفع خلال عام 2024 بنسبة 14.7% ليحقق 2.9 مليار دولار، حيث بلغت قيمة الصادرات المصرية نحو 1.1 مليار دولار والواردات نحو 1.8 مليار دولار، بينما يقدر حجم الاستثمارات الفرنسية في مصر بنحو 7.2 مليار يورو من خلال 940 شركة فرنسية فى مصر ومن المتوقع أن تزيد لنحو 8 مليارات يورو خلال العام الجاري، موزعة في 180 مشروعا في مصر توفر 50 ألف فرصة عمل.
من النتائج المهمة للزيارة ما شهدته جامعة القاهرة من لقاء الرئيس الفرنسي باساتذة الجامعة وحديثه معهم عن مشروعات وبرامج فرنسا لدعم التعليم فى الدول النامية وهذا الأمر مهم فى وقت تتخلى فيه الادارة الأمريكية عن دعمها للتعليم فى الدول النامية .. وهو ما يظهر العطاء العلمى والثقافى لدولة أوروبية تتربع الآن على رأس الدول الأوروبية وتقود مسيرتها بعد تراجع دور ألمانيا عالميا وأوروبيا.
لقد أكد لقاء ماكرون باساتذة وعلماء جامعة القاهرة أن الدول المتحضرة تعتمد على الفكر والثقافة كأدة لدعم مكانتها الدولية ولا تعتمد على السطو على أموال وثروات الآخرين لحل مشكلاتها الاقتصادية كما تفعل دول أخرى الآن حيث تمارس البلطجة لاجبار الآخرين على تقديم أموالهم وثرواتهم لها.
فى ظل هذه النتائج الجيدة لزيارة الرئيس الفرنسى لمصر.. بقيت رسالتى للمحبطين واليائسين الذين يسيطر عليهم اليأس والاحباط طوال الوقت ويبحثون فى الداخل المصرى عن ثغرات أو ثقوب أو مشاهد تغذى نفوسهم المريضة.. واقول لهم.
مصر .. دولة تشرف كل من ينتمى إليها.. فعودوا الى توازنكم النفسي لتروا بلدكم الحبيب فى صورته الحقيقية
b_halawany@hotmail