ثمَّ إصرارٌ من قبل المغرضين، تجاه بث شائعات تحمل سمومًا مخفوقة بمتلون من الافتراءات، والأكاذيب، وفلسفة التأويل، التي تقوم على فكر مُشوَّهٍ، وأجندة بالية، تستهدف النيل المباشر من مقدرات هذا الوطن العظيم؛ فالنية مبيَّتةٌ تجاه غايات غير سوية، تبدو في تدشين حالة من الإرباك المجتمعي، من خلال إضعاف عزيمة، وثقة، ومقدرة الشعب المصري العظيم على مواصلة التقدم في مسار نهضته بمجالاتها المختلفة، وهذا ما يؤكد ثبوت جريمة التمويل لمن يقومون بمهمة بث، ونشر، وتدوير الشائعات المكذوبة.
إن الصورة المبهرة التي أحدثتها النهضة المصرية، في كافة المجالات، بفضل عزيمة أبناء الشعب الباسل، وقيادته الرشيدة، قد فجرت أفكارًا غير سويَّة، دعت إلى تجييش كتائب الإجرام، من المأجورين؛ كي يُكرّسوا؛ لإحباط كافة أطياف الشعب الأبيّ، وفئاته؛ وذلك من خلال سيل من الأكاذيب، يتضمنها شائعات تطلقها أبواق متعددة، تحرص على تكرارها بصورة ممنهجة، تقوم على تسلسل العرض، وتكامل محتوى الأكذوبة؛ بغية إقناع المتلقي، أو المستهدف.
إن شائعات المغرضين تقوم على فلسفة التشويه بصورة مستدامة؛ كي تحدث الأثر السلبي في نفوس الشعب، وهذا من وجهة نظرهم الواهية سوف يؤدي إلى إحداث إضرار متعمد؛ لاستقرار الدول، وإيقاف مسار نهضتها، وتقويض كافة الجهود تجاه عمليات الإعمار، ومراحل التقدم فيها؛ لكن نؤكد أن ذلك لن يحدث؛ فجموع المصريين قد دحروا المحاولات القميئة؛ وذلك باصطفافه المتكرر خلف راية الوطن الحبيب، ومواقفه الداعمة؛ لحماية أمنه القومي، ومساندة قيادته الحكيمة.
ومنهجية المغرضين مفضوحة؛ فما يقدمونه من معلومات مكذوبة، تقوم في جُلّها على التزييف، والتحريف؛ فالشواهد، والأدلة، والبراهين على أرض الواقع، والتي تعلنها جهات مؤسسات الدولة المعنية، بما يؤكد مدى سذاجة القائمين على رسم، وتخطيط سيناريوهات الشائعات الخبيثة المآرب، والغاية، وعندما تخلو الساحة من الأحداث المهمة؛ فإنها تسارع فئات الضلال في خلق أكاذيب، وتناول قضايا من طيف أحلامهم الهائمة في بحور الظلام.
وعندما ننظر إلى ما يحدث حولنا على الساحة الإقليمية، والدولية؛ فإننا نقدر خطورة الشائعات المغرضة، التي أهلكت مقدرات الشعوب البشرية منها قبل المادية، وساهمت في إيجاد نزاعات، وصور اقتتال لا تنتهي؛ حينئذ نقدر ما تبذله الدولة المصرية من جهود بناءة، حيال دحر تلك الشائعات، التي بواسطتها قد دمرت الحجر، والبشر في أوطان عدة، ومكنت للعدو ساحة خالية من المقاومة المشروعة لشعوب من المفترض أنها كانت قوية، وتمتلك مؤسساتها مقومات الزَّوْدِ عن الأوطان.
إن لغة الإسقاط معول هدم في منهجية هؤلاء المغرضين المقيتة؛ فما يحدث في بقعة من الأرض، وما يجري من تغييرات مؤثرة على نمط المعيشة لدى الشعوب، يتم توظيفها في ساحتنا المفعمة بحب الوطن، وعشق ترابه؛ فالغاية تكمن في خلق حالة من الانقسام بين هذا المجتمع قوي اللحمة، ومتماسك النسيج، بما يساعد في انفكاك الشعب عن مؤسساته الوطنية، وهذا ليس في قاموس المصريين؛ حيث لا يقبلون التدخل في الشأن الداخلي، بل ويرفضون بصورة قاطعة إملاء التعليمات؛ فمصر، وشعبها، وقادتها خارج إطار هذا التوجه بالكليَّة.
وهناك سعار من الأكاذيب موجه نحو الدولة المصرية، وكافة مؤسساتها الوطنية، بل ورموزها الوطنية، وهذا في الحقيقة قد ساعد فيه مواقع التواصل الاجتماعي سريعة الانتشار، التي باتت مدعومة بأدوات، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي؛ فقد أضحت تساعد في تزييف الحقائق، وخلق حالة من الارتباك لدى المتلقي، وهنا يصعب من الكشف، أو التعرف على الفبركة من أول وهلة؛ ومن ثم تسارع مؤسسات الدولة المعنية عبر مراكزها الإعلامية بنشر الحقائق؛ بغية دحر الشائعات، والأكاذيب؛ فقد أثبت ذلك مدى براعة الأفك الذي يكسو الشائعات، التي تنشرها معاول الهدم.
واللغة الهدَّامة التي تنطلق من قبل الكتائب الإلكترونية، أو الأبواق الإعلامية المُموَّلة، جاذبة في حد ذاتها لأصحاب الوعي المشوب، أو المُشوَّه، وهنا نؤكد أن معاول الهدم تستخدم أدوات فاعلة، تتمثل في إضفاء ما يجعل الحدث جللاً؛ حيث إن الإضافة على النصوص، بل ودبلجة مقاطع المشاهدة؛ بغرض مزيد من الترويج للمحتوى المكذوب بما يتسبب في إثارة البلبلة، والفتن.
كما أن سعار الشائعات المكذوبة يستهدف تجييش المعارضة؛ وذلك من خلال جذب الرأي العام؛ بغية الضغط على كيانات الدولة، وقيادتها السياسية، وهذا ما لم يتقبله جموع الشعب المصري صاحب الوعي الرشيد، والحكمة البالغة؛ فقد قرر الرد على أصحاب القلوب الواهية، والأجندات غير السوية؛ وذلك بمزيد من الدعم، والتعزيز للدولة، ومؤسساتها الوطنية، وقيادتها السياسية صاحبة الجهود المتواصلة، والمشكورة.
وتثبيط الهمم، وإثارة الرعب، والقلق، والشعور بالتهديد، من مستهدفات المغرضين؛ لذا تتعالى طموحاتهم من خلال الشائعات المكذوبة؛ كي يصاب المجتمع بحالة من التخبط؛ فتبدو الرؤية مشوبة، والفكر مشوه، والرأي متضارب، وشمس الحكمة خافتة، وتصبح البلاد على صفيح ساخن من الآلام التي قد تسببت فيها الشائعات؛ فترصد حالة من العصابية تصيب الجميع؛ حيث انفكاك الوثاق، وغياب المنطق، وانطلاق نعرات الطائفية.
إن تبني لغة الهدم، يعتمد على فلسفة واضحة، تتمثل في تفكيك لحمة الشعوب؛ فلا تجد هنالك جبهةٌ داخلية تساند، أو تدعم، أو تؤيد مؤسسات الوطن، بل ترصد حالة من التشرذم، تؤدي إلى مزيد من الفعاليات التي تنادي بإسقاط النظم المستقرة؛ حينئذ تقع الأوطان فريسة للمحتل، وتهون الأرض على المفرطين في قوميتهم، وهويتهم، وتلك الانهزامية، ما يريدها، ويتمناها، مُروّجو الشائعات المشوبة.
لقد بات الرهان على الوعي الصحيح للشعب المصري العظيم يمثل طوق النجاة، من شرور الشائعات التي يطلقها المغرضون على مدار الساعة، بل إن دحر مخططات التخريب يقوم على هذا الوعي؛ فلا يجد عدو الوطن قوس منزع، تجاه الدخول في نفوس طاهرة، تعشق وطنها، وتدافع عنه، وتضحي من أجله بالغالي، والنفيس؛ فليس هناك أهمُّ، ولا أعظمُ من وطن نعيش فيه، ويسكن القلوب، ويتربع على الأفئدة.
وإذا ما تأملنا مشروعات الدولة، واستثماراتها المتنامية، فسوف يتحقق لدينا الجهود التي قد بذلت، والتضحيات التي قد قدمت؛ من أجل بقاء، وإعمار، وتماسك، ونهضة، هذا البلد الأمين؛ ومن ثم ندرك أن بلادنا محفوظة بأمر من الله – تعالى –، والمخلصين من أبناء الأمة المصرية، الذين يضحون بدمائهم، وأرواحهم؛ لتدوم رفعة الوطن، وتعلو رايته خفَّاقةً، لا يشوبها شائبةً، مهما كَرِهَ الكارهون، والمغرضون.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
