“إكس بي-1″ تخترق حاجز الصوت .. بلا دَوِيٍّ مزعج ..!!
في نوفمبر 2003، قامت الطائرة الكونكورد، التي كانت تُعد المستقبل الواعد للطيران، برحلتها الأخيرة إلى بريستول ببريطانيا. ومع ارتفاع أسعار التذاكر والمسارات المحدودة، بسبب الدوي الصوتي الذي يصم الآذان، توقف استخدام الطائرة (الأسرع من الصوت) في بداياتها. لكن حلم الطيران بسرعة تفوق سرعة الصوت ظل حيًا، والآن، أصبحنا على مشارف عصر جديد من الطيران الأسرع من الصوت، لكن، دون دوي مزعج.
نشرت شركة بوم سوبرسونيك -التي تقف وراء إنشاء الطائرة إكس بي-1 التي لا تسبب دويًا صوتيًا -صورة التقطتها وكالة ناسا تظهر ابتكارها الأسرع من الصوت أثناء تحليقها يوم 10 فبراير 2025. ومع أن الصور الملتقطة باستخدام تقنية متخصصة (تصور موجات الصدمة) تُظهر أن الطائرة إكس بي-1 تخترق حاجز الصوت، لكن الطائرة إكس بي-1 لم يكن لها بصمة صوتية على الأرض.
ونقل موقع ببيولار ميكانكس عن الرئيس التنفيذي لشركة بوم سوبرسونيك، بليك شول، “إنها أول طائرة مدنية أمريكية أسرع من الصوت، ولم تسبب دويًا صوتيًا مسموعًا، مما يمهد الطريق لرحلات أسرع بنسبة 50٪“.
تحدث الطفرة الصوتية عندما يدفع جسم يتحرك بسرعة أكبر من سرعة الصوت (حوالي 761 ميلاً في الساعة) الهواء بعيدًا عن طريقها فتتولد موجات ضغط الهواء التي نفسرها على أنها موجات صوتية. تنتقل هذه الموجات بسرعة الصوت بعيدًا عن الطائرة وتهز منزلك إذا كان في طريقها -وهي ليست حالة مثالية للطيران التجاري. هذا السبب جعل كونكورد الأسرع من الصوت تنقتصر مساراتها على الطيران فوق المحيطات.
إذن، كيف تتغلب طائرة إكس بي-1 على هذا القيد المادي؟ تستخدم الطائرة طريقة تُعرف باسم “قطع الماخ”، حيث تستفيد من التباين في سرعة الصوت عبر طبقات الغلاف الجوي للأرض. ولأن الصوت يكون أبطأ في الهواء البارد (الغلاف الجوي العلوي)، فمع انتقال الموجات الصدمية نحو الأرض، يمكن انكسارها ودفعها للأعلى مرة أخرى.
ومع هذا، تؤثر درجة الحرارة والرياح على هذه القياسات، لذا تعتمد XB-1 على توقعات جوية فائقة الدقة. ثم تحسب الطائرة الارتفاع الأمثل للاستفادة من حد قطع الماخ، مما يضمن عدم وصول الطفرات الصوتية إلى الأرض.
حاليًا، تطير XB-1 بسرعة 750 ميلاً في الساعة فقط، لكن الشركة تأمل أن تطير بسرعة 1.7 ماخ، أو 1300 ميل في الساعة.
وبينما تُظهر الرحلة التجريبية الناجحة لـ XB-1 أن الطيران الأسرع من الصوت بدون طفرة صوتية ممكن من الناحية الفنية، فإن المرحلة التالية تجعله ممكنًا اقتصاديًا. وهذا جعل السفر الأسرع من الصوت يلوح في الأفق.