ثم..
منذ أول برد تركه في أوصالي الغياب..
محمولة تلويحاتك على الرحيل..
محمولة (إلى اللقاء) على (لن أراك مجددا)..
تلك القسوة في ملامحي..
بقايا قصة عالقة خلف أشباح الضحكات..
وفي الأعماق.. أنهار من دمع..
لا تعرف كيف تكف..
ولم يزرها النسيان بعد..
ما قصد الفراق حينما أخذك في ثياب صديق..
وقصد الصبر حين مد لي يد المواساة..
إلا أن يسطرا فصل الختام في حكاية الحب التي نزعت قناع الخداع..
وارتدت قناع (كله نصيب، نحن ضحايا الظروف)..
على سبيل حجة مقبولة.. ممهورة بخروج آمن..
حجة لا يأتيها الباطل..
لكنه صدقا.. ينام في جوفها..
ما أعذرك..
في طريقي إلى الحياة..
تعثرت بك..
حيلة أخرى من الموت..
لأظل في شراكه إلى أطول مدى..
كان يمكنه أن يأتيني من جانب أقل خذلانا..
كان يمكنه أن يكون رحيما شيئا ما..
لكنه اختار جانبي الضعيف..
لا عليك..
متى كان الموت والشفقة يجتمعان؟!..
لا للحب..
لا لقدم.. شغوفة بالسقوط..
لا للاقتراب من النار، بغباء فراشة مفتونة بالضوء..
لا للسير في الدروب المجهولة..
لا للتسكع على أرصفة الأحلام..
تلك اللاءات في صدري..
كانت الجدار الذي اخترت الاختباء خلفه، من قساوة العالم..
سامح الله قلبي..
كان ساعي البريد الذي سلمني إليهم، محاطا ببريق الأمنيات..
وكان أيضا، ساعي البريد الذي سلمني الخيبة..
مغلفة بضحكة شامتة..
على سبيل مكافأة لنهاية الخدمة..
ذرة من خوف ناضج..
تنام في ضلعين من سفر متعب..
كانت كافية جدا لتهدم حلما..
وتزرع الدرب شوكا..
كافية.. لتطعن ذلك القلب في مقتل..
ثم تنسل هاربة..
كأن شيئا لم يكن..
ترى.. هل كان ذلك القلب قادرا على أن يعيد المحاولة..
وبانتظاره وجع..
إن لم ينله الموت..
أكله الحزن طازجا..
انتهى..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..