بعد الحكم على الفتاة المعتدية على سلمى بشهرين ، تشجع الكثيرون واصبحت الموضة هي إحداث جرح غائر على مستوى الوجه سواء على مستوى الجهة اليمنى او اليسرى او على مستوى الجهتين كما حدث مؤخرا مع شابة جديدة .
ما يحدث مؤخرا بالمغرب لا يبشر بالخير بل ويسلتزم تغيير القوانين الجنائية جذريا لأن هذه الظاهرة بدأت تنتشر بشكل كبير وأصبح ضحاياها كثرا مع اننا في بداية الامر .
لقد بات مشهد رؤية ضحايا جرح غائر بالوجه مشهدا مألوفا وقريبا قد نطبع معه ويصبح الامر عاديا كأي جنحة بسيطة ، وإذا لم نعد النظر في القوانين ونتعامل مع الأمر بجدية وصرامة فإن الامور ستخرج عن السيطرة .
التسيب الذي بتنا نعيشه لم يسبق ان عرفه المغرب من قبل وكان حالة استثنائية نادرة ، لكن مؤخرا كثرت مثل هذه الاعتداءات وصارت كابوسا لضحاياها ولعائلاتهم ، ولا يجب السكوت عن هذا لأنه من غير المستبعد أن اكون انا او أنت غدا ضحايا لهذه الجريمة النكراء .
الحكم القضائي المتساهل جدا مع النراهقة التي اعتدت على الضحية سلمى هو ما جعل الأمر موضة ، واصبح كل من له حساب مع شخص آخر يلتجئ لهذا الفعل الشنيع ، كيف لا والعقوبة لن تتجاوز الشهرين سجنا في أسوأ الأحوال ، في حين أن ضحيتك سيعيش طول عمره بعاهة مستديمة .
السؤال المطروح هو كيف يحكم القضاء بهذا الحكم المخفف ، وما سبب ذلك ، فلو كانت الجانية ابنة القاضي الذي حكم بذلك الحكم ما كان عليه ليدينها بشهرين سجنا نافذا .
المنطقي هو الحكم بأكثر من خمس سنوات سجنا كأقل واخف حكم ضد مقترف مثل هذا الجرم ، لماذا كل هذا الظلم في حق الضحية سلمى ، أليست العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص . لماذا لم يسمحوا للضحية بإحداث جرح غائر كالذي بوجهها على وجه الجانية وبنفس المكان ونفس المساحة لتحس بما أحست به الضحية سلمى .
القضاء احد أسباب انتشار هذه الجريمة النكراء لتساهله مع المجرمة فلو انه حكم بحكم يليق بمستوى الجريمة ما كنا لنصل لهذا . لذلك يجب إعادة النظر في القوانين الجنائية .
يجب كذلك ان يكون السجن مؤسسة تهذيب وإصلاح ، تأذيب وعقاب ، يجب أن يردع المجرم ويندم على اقترافه الجريمة لا أن يوضع بين أربعة جدران يستمتع بما لذ وطاب من الطعام وينام ويتريض ووو .
يجب ان يجد أمامه الأعمال الشاقة ، يجب ان نجعل منه شخصا نافعا لبلده ، يجب أن تستفيذ منه الدولة وتسخره لإنجاز أعمال شاقة وبدون اي مقابل مادي ، المقابل الوحيد هو السماح له بالنوم والأكل …
يجب ان تكون المؤسسة السجنية مكانا مهاب الجانب ، مكانا يخافه ويخشى دخوله الجميع ، مكان يتم فيه الحرمان من الحرية والعمل المستمر المضني والشاق . ولا راحة إلا أثناء ساعات النوم .
ما يحدث مؤخرا شيء خطير للغاية ولا يجب التساهل معه ، يجب وضع حد لنويفه المستمر والذي يهدد الأمن والسلم العام ، يجب مشاركة كل شرائح المجتمع المدني لوضع حد لهذا التسيب وبطرق رادعة تمنع كل مقبل على اقتراف هذا الجرم الكبير .
حبذا لو اتخذ القضاة العبرة من الهيأة التي حكمت بعامين على الفتاة التي صفعت قائد تمارة مع ان الحكم جائر في هذا الحادث بالضبط بعدما شاهدنا القصة الكاملة وبعد فضيحة الشهادة الطبية التي منحت القاضي شهرا كاملا من الراحة وفترة النقاهة بسبب صفعتين ، فمن حكم على موجه صفعة بعامين سيحكم بالتأكيد على المتسبب في عاهة مستديمة بما لا يقل عن عشر سنوات سجنا نافذة . سيخرج الجاني من السجن نادما تائبا صالحا لنفسه ولمجتمعه .
