هذا وقت الاعلام القومي بامتياز..واذا لم يكن لدى أي دولة فعليها ان تفعل الان قبل فوات الأوان..الاعلام هو الأشد خطرا وبأسا الى جانب الالة العسكرية الجبارة ولايقل عنها تاثيرا.. وجه الأهمية والخطورة ان المعركة الان اصبح كل شيئ فيها على المكشوف العدو كشر عن انيابه وزاد في غروره وصلفه وتطاوله ولم يعد يردعه رادع لا من قانون ولا من اخلاق ولا أي عرف دولي او انساني ويعلن ببجاحة وصلف هذا مشروعنا وسنفعل ما نريد سنغير الخرائط سنضم الأراضي التي نريد سنقسم الدول على أسس طائفية وعرقية وفقا لمصالحنا سنلغي دول من الوجود سنقضي على كل شيئ يشم منه رائحة تهديد لمصالحنا ووجودنا غير الشرعي سنضرب وننتهك وندنس كل شيئ مقدس وغير مقدس وطني او غير لا حدود امامنا الا مصالحنا وامننا ومن يخالف او يعارض فالويل كل الويل له ومن يدعمه او يسانده ..الأمم المتحدة لا أهمية لها محكمة العدل الدولية مجرمة ولا لزوم لها أي مؤسسات أخرى تعارضنا فهي معادية للسامية ولشعب الله المختار..
الاعلام يلعب الدور الأكبر والأخطر في الترويج لاستراتيجية العدو والتاكيد على اعتماد السردية التي يريدها..الأوضاع اختلفت تماما وأصبحت مقلوبة كنا قديما نشكو من التبعية الإعلامية للمؤسسات الكبرى المهيمنة على صناعة الاعلام وكانوا يشيعون انها مدارس تعتمد قواعد رصينة علمية تقوم على الصدق والمصداقية واعتماد الحقيقة ومساندة الحق مهما كانت الضغوط..الان انتقلنا من التبعية الإعلامية والجري وراء الاعلام الأجنبي ومحطاته التي كانت لها شهرة عالمية وذيوع صيت ودخلنا مرحلة الإرهاب الإعلامي بكل ماتعني كلمة الإرهاب بحذافيرها.. إرهاب كلمة يسانده إرهاب الحديد والنار..إرهاب المدفع والبندقية وتم وأد كل ما كان يروجه الغرب من مقولات عن الحرية والعدالة والشفافية والمصداقية والديمقراطية ورفض الصوت الواحد والهيمنة وغسل الادمغة والعقول..الان نحن في عصر الصوت الواحد بكل معنى الكلمة لا صوت يعلو على السردية الصهيونية هيمنة كاملة على وسائل الاعلام الغربية لاشيء الا ما تريده إسرائيل والصهيونية العالمية حتى الحديث عن الإبادة الجماعية ممنوع ويحظر الإشارة اليها لا شيئ اسمه الحق الفلسطيني اوالعربي لا شيء اسمه مقاومة لا شيئ اسمه احتلال لكن دفاع عن النفس وفيه ومن اجله يتم انتهاك كل شيء من قيم واخلاق وقانون دولي او انساني اوغيره من مسميات..
من عجائب الإرهاب الإعلامي الصهيوني انه يعتمد الكذب والتضليل والخداع استرتيجية ومنهجا ولا شيء سوى الكذب والمراوغة والضحك على الدقون بلا خجل او خشية من احد او لا احد..المثير للدهشة ان الكذب وتلفيق القضايا وقلب الحقائق يحظى بسياسة داعمة تضمن تحصين الكذب واعلام التضليل ليس التحصين فقط والسماح بسردية احدة ولكن بتكميم الافواه بكل الطرق حتى على صعيد الحراك الشعبي والجماهيري في دول تزعم حتى وقت قريب انها بلاد الحريات والديموقراطيات وحقوق الانسان وحرية التعبير وسيادة القانون..
انظروا على الخريطة وتابعوا ما يحدث في أمريكا وكل الدول الغربية ووسائل اعلامها الخاضعة خضوعا تاما للرواية الصهيونية المتجاهلة تماما لما يحدث للفلسطينين من انتهاكات وابادة جماعية بالأسلحة الامريكية الفتاكة والغربية أيضا فضلا عن الدعم والحماية الدبلوماسية والتي تمنح جيش الاحتلال تنفيذ خطط الإبادة والقتل للاطفال والنساء وممارسة كل أنواع الاضطهاد والتجويع لاجبارالسكان على التهجير القسري والقضاء على كل صور الحياة او ما يسمح بالحياة لاحد فضلا عن التدمير الممنهج للمؤسسات الصحية والعلمية والتربوية من مدارس وجامعات وتدمير البنية التحتية للمياة والكهرباء والصرف الصحي وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها وهم نيام..
لم تكتف الصهيونية بتجنيد وتاجير أقلام وكتاب متصهينيين يدافعون عنها ويتبنون وجهة نظرها ونفث السموم إياها للمواطن العربي وفي انحاء العالم باستخدام كل أنواع وسائل الاتصال في التضليل والكذب على العالم .. تجاوزت هذا المنهج القديم المتجدد واستخدمت أدوات الاتصال الحديثة في تسهيل الإبادة الجماعية مثلما يحدث مع تويتر وفيس بوك وغيرها..وهو ما كشفت عنه الاستقالات العلنية لبعض الموظفين الشرفاء من عرب وأجانب أيضا بعد ان اكتشفوا ان الجيش الإسرائيلي تعاقد مع الشركة لتزويده باحداثيات وأماكن وجود الأشخاص وتحركاتهم وأماكن التجمعات الكبيرة حتى يسهل استهدافها وقتل اكبر عدد ممكن ولعل الفيديوهات التي نشرتها الفتاة المغربية ابتهال المستقيلة من الشركة وزميلتها الهندية اكبر دليل موثق بالصوت والصورة على الجريمة التي ارتكبتها ولا تزال مايكروسوفت..
ليس هذا فقط بل انها تزود الإدارة الامريكية والصهيونية بنشاط الافراد المعارضين للابادة الجماعية والمؤيدين للحق الفلسطيني حتى ولو بتغريدة او بوست على الفيس بوك او المشاركة في تظاهرة مؤيدة لفلسطين واخر هذه الجرائم ما قامت به وزارة الخارجية الامريكية بإلغاء تاشيرات 600 طالب دولي وتم ابلاغ أكثر من 100 جامعة وكلية في الولايات المتحدة عن حالات إلغاء تأشيرات طلاب دوليين وتغيير الوضع القانوني لهم بصورة مفاجئة بدون انذار..
وادعى وزير الخارجية ماركو روبيو أن المستهدفين شاركوا في أنشطة “تتناقض مع المصالح الوطنية” مثل نشر مقالات رأي تنتقد الجرائم الإسرائيلية في غزة أو الانضمام لاعتصامات طلابية تطالب بمقاطعة إسرائيل وقال روبيو: “كلما اكتشفت أحد هؤلاء المتطرفين أسحب تأشيرته على الفور”!
الاعلام العربي عموما في موقف صعب وحرج إزاء السردية الصهيونية والتحالف الغربي معها وتواطؤ شركات التكنولوجيا المهيمنة على وسائل التواصل ولم يقدم بديلا امنا يطمئن اليه المواطن العربي والباحث عن الحقيقة وسط غابة الإرهاب الإعلامي الصهيوني الغربي المتحفز لطمس الحقائق ضد الحقوق الفلسطينية والعربية..
والله المستعان..
megahedkh@hotmail.com