عندما يتغير وعيك، يتغير كل شيء
كل علاقة في حياتك ليست مجرد صدفة، بل انعكاس مباشر لوعيك.
الأشخاص الذين تجذبهم، والطريقة التي يُعاملونك بها، حتى المشاعر التي يثيرونها فيك ليست سوى مرآة تعكس حقيقتك الداخلية، سواء أدركت ذلك أم لم تدركه.
لكن، ماذا يحدث عندما يتغير وعيك؟ عندما تشفى جروحك؟ عندما تتحرر من الأوهام القديمة؟
الإجابة هي:
العلاقات إما أن تنمو معك، أو تتلاشى بعيداً عنك.
كل علاقة تعكس مرحلة من وعيك
العلاقات التي ندخلها ليست عشوائية، بل هي انعكاس لحالتنا الداخلية.
عندما نكون في حالة خوف، نجذب علاقات مليئة بالشكوك والتعلق.
عندما نكون في حالة عدم تقدير للذات، نجد أنفسنا في علاقات غير متوازنة.
وحين نبدأ في الشفاء، تتغير هذه الدوائر، لأن وعينا لم يعد ينجذب لما كان مألوفًا من الألم.
يقول عالم النفس كارل يونغ ،حتى تتمكن من جعل اللاوعي واعيا ستطلق عليه صفة القدر .
شخص يعاني من التعلق العاطفي سيدخل في علاقات تستنزفه، لكن حين يشفى من هذا التعلق، ستبدأ العلاقات السطحية أو السامة بالاختفاء، ليجذب بدلاً عنها علاقات أكثر وعيًا واتزانًا.
عندما تتغير، تتغير طبيعة علاقاتك.
بعض العلاقات تنمو معك. عندما يرتقي وعيك، ستجد أشخاصًا يتطورون معك، ويصبحون أكثر حضورًا، عمقًا، واتزانًا. ستشعر أن العلاقة باتت أكثر صفاءً، بلا دراما، بلا صراع.
بعض العلاقات تختفي تدريجياً. ستجد نفسك تبتعد دون جهد عن العلاقات التي كانت قائمة على الجروح غير المعالجة.
ما كان يبدو ضروريًا لك يومًا، سيبدو فجأة غير منسجم مع حقيقتك الجديدة.
بعض العلاقات ستنهار فجأة،سيخبرك من كان قريبا منك أنه لم يعد قادرا على فهمك، ليس لأنك أصبحت “أفضل”، بل لأن الطيف الذي كنتما تلتقيان فيه من قبل لم يعد موجودًا.
– لماذا تختفي بعض العلاقات بعد الشفاء؟
لأنها كانت قائمة على احتياج، لا على وعي.
بعض العلاقات ليست حبًا حقيقيا، بل اتفاقا غير واعٍ بين شخصين يحملان نفس الجرح.
وحين يشفى أحدهما، تنهار العلاقة لأنها لم تكن قائمة على أساس متين، بل على وهم الحاجة.
لو أن شخصا اعتاد على العلاقات التي يغذي فيها مشاعر النقص عند الآخرين حتى يشعر بالقوة، عندما يبدأ هؤلاء الآخرون في الشفاء، تتغير ديناميكية العلاقة… فيجد أحد الطرفين نفسه غير قادر على الاستمرار.
الصداقات التي كانت قائمة على الشكوى والدراما والتذمر ستبدو ثقيلة حين تصبح في حالة سلام داخلي.
ستشعر أن تلك المحادثات التي كنت تستمتع بها يومًا أصبحت بلا معنى.
لأن العلاقة أدّت مهمتها في حياتك.
بعض العلاقات تأتي لتعلمك درساً معيناً، لتكشف لك جزءاً خفياً منك، وعندما تنتهي مهمتها، تختفي ببساطة.
علاقة عاطفية جعلتك تواجه خوفك من الهجر، وعندما واجهته وشفَيْتَ منه، لم تعد العلاقة تحمل نفس القوة التي كانت عليها من قبل.
– ماذا تفعل عندما تتغير علاقاتك؟
اسمح للتغيير أن يحدث دون مقاومة. بعض العلاقات ستتلاشى، وبعضها سيتطور، وبعضها الجديد سيظهر. لا تحاول إجبار شيء على البقاء إن لم يعد يخدم نموك.
احترم المساحة التي تنشأ بعد فقدان علاقة ما. لا تملأها فورًا بأي شيء آخر.
العلاقات ليست سوى انعكاسات
عندما تحمل جروحاً غير معالجة، ستجد نفسك محاطاً بمن يعيد إحياءها.
لا تحزن على ما فقدته… بل انظر إلى ما اكتسبته من وعي بعد كل تجربة.
اختصاصي نفسي
مستشار أسري
المجلس الاستشاري الأسري العراقي