ابتدأت لتحرير هذه المقالات ردًا علي الدكتور سعد الدين الهلالي ومن علي شاكلته ، مبينًا تهافت عقيدتهم، وتناقض كلمتهم، فيما يتعلق بعلم الميراث، وكاشفًا عن عوائل مذهبهم، وعوراتهم التي هي علي التحقيق مضاحك العقلاء، وعبرة عند الأذكياء. أعني ما بثه بين الجماهير من فنون العقائد والآراء
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهداً أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تعلموا الفرائض وعلموه فإنه نصف العلم وهو ينسى وهو أول شيء ينزع من أمتي ).
علم المواريث علم دقيق، وعلم جليل، إذا ضاع من المرء ضاع منه العلم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم بين في الآثار الصحيحة أن أول العلوم اندراساً واندثاراً هو علم المواريث، أو علم الفرائض.
فلقد أصبح الدكتور سعد الدين الهلالي معول هدم للعلم، وأصبح عامل مساعد ومحفز لاندثار علم المواريث أولم الفرائض،
1- قال الدكتور سعد الدين الهلالي أن الميراث وصية وليست فريضة وارتكن إلي قوله تعالي (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ) فلو أكمل الآية الكريمة لعلم أن الميراث فريضة من الله تعالي بدليل أن الآية الكريمة ذاتها التي يرتكن إلي صدرها قال الله تعالي في ختامها (فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا)
﴿ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ۚ فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ ۖ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ۚ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ ۚ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ ۚ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ ۚ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۗ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا ۚ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾
فكلمة يوصيكم تتأتي هنا بمعني يأمركم فالميراث فريضة وليست وصية.
2- لو فرضنا جدلا أن الميراث وصية وليست فريضة كما زعم الدكتور سعد الدين الهلالي، والهلالي أصانا بغير ما أوصي الله به تعالي فأي وصية يجب إتباعها، وكيف له أن يوصي بغير ما أوصي الله به تعالي والله عليم حكيم .
3- قال الله تعالي: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ) أي أمرنا الإنسان بالبر بوالديه، البر هنا ليس علي التخير كما زعم الدكتور سعد الدين الهلالي بل البر فريضة.
….. وللحديث بقية
