مع تطبيق نظام التوقيت الصيفى يغفل الكثيرون طرح سؤال مهم: من هو صاحب الفكرية الأصلية وراء سن “التوقيت الصيفى”؟
تشير بعض المصادر إلى أن صاحب الفكرة الأصلية لتقديم الساعة صيفيا هو الأمريكى متعدد المواهب بنجامين فرانكلين, فقد نشر مقالا فى صحيفة “جورنال دى باريس” فى أثناء إقامته بفرنسا فى ربيع 1784 بعنوان” مشروع اقتصادى”, شرح فيه الفوائد الاقتصادية لضوء النهار مقارنة بالضوء الاصطناعى.
ويؤكد”معهد بن فرانكلين” أنه اقترح على الباريسيين تغيير مواعيد نومهم, لتوفير المال والشموع وزيت المصابيح.
ولاحقا تبنى عالم الحشرات النيوزيلندى جورج هدسون فكرة تعديل التوقيت فى عام 1895, سعيا وراء توفير ساعات أكثر للعمل, ونالت الفكرة كثيرا من السخرية, بعدها بأعوام قليلة, أخذ علم البناء اللندنى ويليام ويليت الفكرة على محمل الجد, فقدم كتيب” ضياع ضوء النهار” فى 1907 ,واقترح تقديم الساعة 20دقيقة فى أيام الأحد الأربعة فى شهر أبريل, وتأخيرها بنفس المقدار فى أيام الأحد من شهر سبتمبر, ونال مناقشات برلمانية متعددة وسط سخرية ورفض متكرر, وتوفى ويليت فى مارس 1915 قبل أن ترى فكرته النور, لكن فى ألمانيا تم تنفيذ الفكرة بدءا من أبريل 1916 استنادا على دراسات تؤكد إمكان توفير الملايين عن طريق الحد من استخدام الضوء الاصطناعى, لكن التطبيق الألمانى كان قصير المدى, وتوقف العمل به فى 1919ليعود عام 1940
وبالعودة إلى بريطانيا, فقد أقرت قانونا فى 17 مايو 1916, وتم تفعيل خطة تسببت فى ارتباك, لكن بعد الحرب العالمية الأولى(1914-1918), وتحديدا فى عام 1952 صدر قانون بداية ونهاية التوقيت الصيفى, وظهرت فوائده فى توفير الطاقة خلال الحرب العالمية الثانية(1939-1945) عندما تم تقديم الساعة فى بريطانيا وألمانيا ساعتين خلال فصل الصيف فيما عرف باسم التوقيت الصيفى المزدوج, واستمر لاحقا تقديم الساعة بساعة واحدة طوال فصل الشتاء فى أثناء الحرب.
أما فى مصر فالبداية كانت فى منتصف الأربعينيات وفقا إلى قانون رقم 113 الصادر وبعد أقل من عام صدر قانون رقم 87 لإلغائه فى 1946, وظل تطبيقه فى مصر حائرا بين التنفيذ والتعليق عدة مرات حتى عاد العمل به مرة أخرى عام 2024 بعد توقف دام سبعة أعوام.
هو القائل: سأقول فى التحقيق كيف غزالتى ماتت بسيف أبى لهب- كل اللصوص من الخليج إلى المحيط يدمرون ويحرقون وينهبون ويرتشون ويعتدون على النساء كما يريد أبو لهب, وهو من خطت يداه:” فى بلادى ممكن أن يكتب الإنسان ضد الله لاضد الحكومة”, وهو من أبدع:” ماذا سأقرأ من شعرى ومن أدبى؟ حوافر الخيل داست عندنا الأدباء- وحاصرتنا وآذتنا فلاقلم قال الحقيقة إلا أغتيل أو صلب”. إسمه نزار وكنيته قبانى, ومهنته شاعر, وموطنه دمشق, ولد فى الربيع ورحل فى الربيع, وعاش يحلم بالحرية ويحرض على الثورة, ويحتقر الاستبداد والطغيان, فى 20أبريل 1998 مات شاعر الحرية نزار قبانى, ولم يكن يتصور أبدا أن يأتى يوم تنتفض فيه الشعوب وتخلع أردية الخوف والوهن وتنتزع الحرية انتزاعا, فى 1967 وبعد أقسى هزيمة للعرب كان الأجرأ عندما خاطب عبد الناصر فى قصيدة” هوامش على دفتر النكسة:”لو أحدا يمنحنى الأمان 00لو كنت أستطيع أن أقابل السلطان..لقلت له: يا سيدى ياسيدى السلطان..كلابك المفترسات مزقت ردائى..ومخبروك دائما ورائى..,عيونهم ورائى, أنوفهم ورائى, يستجوبون زوجتى.. ويكتبون عندهم أسماء أصدقائى”,وفى سنوات الثراء البترولى نراه يكتب فى تحد” تمرغ يا أمير النفط فوق وحول لذاتك كممسحة.. تمرغ فى ضلالاتك لك البترول فاعصره على قدمى خليلاتك”, وعندما يقتتل العرب يصرخ:” تناثرى كالورق اليابس ياقبائل العروبة.. واقتتلى واختصمى وانتحرى ياطبعة ثانية من سيرة الأندلس المغلوبة”, ويختنق نزار من حكم العسكر وقمع الأحرار فيكتب:”يرسلنى المخفر للمخفر.. يرمينى العسكر للعسكر.. وأنا لاأحمل فى جيبى إلا عصفورا..لكن الضابط يوقفنى ويريد جوازا للعصفور.. تحتاج الكلمة فى وطنى لجواز مرور”, وكأنى به يتحدث عن زين العابدين بن على, وحسنى مبارك, وعلى عبد الله صالح وهو يقول:” فى حارتنا ثمة ديك عدوانى, فاشستى نازى الأفكار, سرق السلطة بالدبابة, ألقى القبض على الحرية والأحرار, ألغى وطنا, الغى شعبا, ألغى لغة, ألغى أحداث التاريخ, وألغى أسماء الأزهار”, ولاشك أن شاعرنا الراحل يقصد القذافى عندما كتب فى قصيدته” متى يعلنون وفاة العرب؟”: ولم أر إلا جرائد تخلع أثوابها الداخلية, لأى رئيس من الغيب يأتى, وأى عقيد على جثة الشعب يمشى, وأى مراب يكدس فى راحتيه الذهب فياللعجب”, وعندما رحل, وعندما رحل الرجل قبل 27عاما رفض السلفيون وبعض الاسلاميين بلندن الصلاة عليه بدعوى أنه شاعر التهتك والغزل والمجون, ولم يعلموا أنه شاعر الثورة والحرية والذى اختار المنفى وخاصم السلطة وانحاز للناس, رحمه الله.
أصبح التسول الالكترونى وسيلة جديدة لخداع الجمهور, واستدرار عطفه بقصص هى فى الأصل مختلفة بدعاء المرض والحاجة إلى العلاج, وعدم القدرة عليه, ودائما العلاج باهظ التكاليف, ولابد من طلب التبرع والمساعدة وجمع الأموال, وتتكرر القصة الواحدة فى أكثر من منبر إعلامى شهير, لذلك نحتاج إلى شرطة لمكافحة هذه الظاهرة قبل أن تزداد انتشارا.
انتشرت فى الآونة الأخيرة سيارات مزودة بمكبرات الصوت تعلن عن شراء الزيت المحروق الذى تم استعماله لقلى السمك أو لأى أشياء أخرى, ويشترونه بمبلغ مغر وهو خمسة وثلاثون جنيها للكيلو, ولاندرى هل يتم تنقيته وإعادة بيعه للمطاعم, أم يتم استخدامه فى أشياء أخرى قد تتسبب فى الاصابة بالأمراض؟ نرجو من المسئولين مواجهة تلك المشكلة.
هناك مثل شعبى يقول:”المتشاف بيخاف” بمعنى أن كل شخص سيتذكر أنه مرئى وملاحظ فى أى وقت وأى مكان, وبالتالى سيفكر جديا قبل أن يرتكب خطأ ملحوظا, وفى النهاية لن يصبح فريسة سهلة لدماغه حين تحرضه على ارتكاب خطأ ما.
فى الحياة هناك دائما ثنائيات شبه ثابتة, الكلمة مقابل القوة, والفكرة مقابل السلاح, والحلم مقابل الواقع, ولذا فإن الكاتب أى كاتب كثيرا مايواجه نفسه بسؤال “جدوى الكتابة” ماالجدوى؟ ولأى هدف؟ وكيف يمكن أن يؤثر الأدب أو يدفع نحو تغيير الواقع الأليم؟
